للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جُوزِهْرَ وَسَأَلَهُ أَنْ يَضُمَّهُ إِلَى تِيرَى لِيَكُونَ رَبِيبًا لَهُ وَأَرْجَيْدًا بَعْدَهُ فِي مَوْضِعِهِ، فَأَجَابَهُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى تِيرَى، فَقَبِلَهُ وَتَبَنَّاهُ.

فَلَمَّا هَلَكَ تِيرَى تَقَلَّدَ أَرْدَشِيرُ الْأَمْرَ وَحَسُنَ قِيَامُهُ بِهِ، وَأَعْلَمَهُ قَوْمٌ مِنَ الْمُنَجِّمِينَ صَلَاحَ مَوْلِدِهِ وَأَنَّهُ يَمْلِكُ الْبِلَادَ، فَازْدَادَ فِي الْخَيْرِ، وَرَأَى فِي مَنَامِهِ مَلَكًا جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ يُمَلِّكُكَ الْبِلَادَ، فَقَوِيَتْ نَفْسُهُ قُوَّةً لَمْ يَعْهَدْهَا، وَكَانَ أَوَّلَ مَا فَعَلَ أَنَّهُ سَارَ إِلَى مَوْضِعٍ مِنْ دَارَابْجِرْدَ يُسَمَّى خُوبَابَانْ فَقَتَلَ مَلِكَهَا، وَاسْمُهُ فَاسِينْ، ثُمَّ سَارَ إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ كَوْسَنُ فَقَتَلَ مَلِكَهَا، وَاسْمُهُ مِنُوجِهْرُ ثُمَّ سَارَ إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ لَزْوِيزُ فَقَتَلَ مَلِكَهَا، وَاسْمُهُ دَارَا وَجَعَلَ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ قَوْمًا مِنْ قِبَلِهِ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ بِمَا كَانَ مِنْهُ، وَأَمَرَهُ بِالْوُثُوبِ بِجُوزِهْرَ، وَهُوَ بِالْبَيْضَاءِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ وَقَتَلَ جُوزِهْرَ وَأَخَذَ تَاجَهُ، وَكَتَبَ إِلَى أَرْدُوَانْ مَلِكِ الْجِبَالِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ وَيَسْأَلُهُ فِي تَتْوِيجِ ابْنِهِ سَابُورَ بِتَاجِ جُوزِهْرَ، فَمَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ وَهَدَّدَهُ، فَلَمْ يَحْفِلْ بَابَكُ بِذَلِكَ وَهَلَكَ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَتَتَوَّجَ سَابُورُ بْنُ بَابَكَ بِالتَّاجِ وَمَلَكَ مَكَانَ أَبِيهِ، وَكَتَبَ إِلَى أَرْدَشِيرَ يَسْتَدْعِيهِ، فَامْتَنَعَ، فَغَضِبَ سَابُورُ وَجَمَعَ جُمُوعًا وَسَارَ بِهِمْ نَحْوَهُ لِيُحَارِبَهُمْ، وَخَرَجَ مِنْ إِصْطَخْرَ وَبِهَا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَإِخْوَانِهِ وَأَقَارِبِهِ وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ سِنًّا مِنْهُ، فَأَخَذُوا التَّاجَ وَالسَّرِيرَ وَسَلَّمُوهَا إِلَى أَرْدَشِيرَ، فَتَتَوَّجَ وَافْتَتَحَ أَمْرَهُ بِجِدٍّ وَقُوَّةٍ وَجَعَلَ لَهُ وَزِيرًا وَرَتَّبَ مَوْبَذَانْ مَوْبَذْ، وَأَحَسَّ مِنْ إِخْوَتِهِ وَقَوْمٍ كَانُوا مَعَهُ بِالْفَتْكِ بِهِ، فَقَتَلَ جَمَاعَةً كَثِيرَةً مِنْهُمْ، وَعَصَى عَلَيْهِ أَهْلُ دَارَابْجِرْدَ فَعَادَ إِلَيْهِمْ فَافْتَتَحَهَا وَقَتَلَ جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِهَا، ثُمَّ سَارَ إِلَى كَرْمَانَ وَبِهَا مَلِكٌ يُقَالُ لَهُ بَلَاشُ فَاقْتَتَلَا قِتَالًا شَدِيدًا، وَقَاتَلَ أَرْدَشِيرُ بِنَفْسِهِ وَأَسَرَ بَلَاشَ، فَاسْتَوْلَى عَلَى الْمَدِينَةِ وَجَعَلَ فِيهَا ابْنًا لَهُ اسْمُهُ أَرْدَشِيرُ أَيْضًا.

وَكَانَ فِي سَوَاحِلِ بَحْرِ فَارِسَ مَلِكٌ اسْمُهُ اسْيُونْ يُعَظَّمُ فَسَارَ إِلَيْهِ أَرْدَشِيرُ فَقَتَلَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>