وَقَتَلَ مَنْ مَعَهُ وَاسْتَخْرَجَ لَهُ أَمْوَالًا عَظِيمَةً.
وَكَتَبَ إِلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُلُوكِ، مِنْهُمْ: مِهْرَكُ صَاحِبُ ابْرِسَاسْ مِنْ أَرْدَشِيرَ خُرَّةَ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الطَّاعَةِ، فَلَمْ يَفْعَلُوا، فَسَارَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلَ مِهْرَكَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى جَوْرٍ فَأَسَّسَهَا وَبَنَى الْجَوْسَقَ الْمَعْرُوفَ بِالطِّرْبَالِ وَبَيْتَ نَارٍ هُنَاكَ.
فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ وَرَدَ إِلَيْهِ رَسُولُ أَرْدُوَانْ بِكِتَابٍ، فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا فِيهِ: إِنَّكَ عَدَوْتَ قَدْرَكَ وَاجْتَلَبْتَ حَتْفَكَ أَيُّهَا الْكُرْدِيُّ! مَنْ أَذِنَ لَكَ فِي التَّاجِ وَالْبِلَادِ؟ وَمَنْ أَمَرَكَ بِبِنَاءِ الْمَدِينَةِ؟ وَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ وَجَّهَ إِلَيْهِ مَلِكَ الْأَهْوَازِ لِيَأْتِيَهُ بِهِ فِي وَثَاقٍ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ اللَّهَ حَبَانِي بِالتَّاجِ وَمَلَّكَنِي الْبِلَادَ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُمَكِّنَنِي مِنْكَ فَأَبْعَثَ بِرَأْسِكَ إِلَى بَيْتِ النَّارِ الَّذِي أَسَّسْتُهُ.
وَسَارَ أَرْدَشِيرُ نَحْوَ إِصْطَخْرَ وَخَلَّفَ وَزِيرَهُ أَبْرِسَامْ بِأَرْدَشِيرَ خُرَّةَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى وَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ أَبْرِسَامْ بِمُوَافَاةِ مَلِكِ الْأَهْوَازِ وَعَوْدِهِ مَنْكُوبًا، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَصْبَهَانَ فَمَلَكَهَا وَقَتَلَ مَلِكَهَا، وَعَادَ إِلَى فَارِسَ وَتَوَجَّهَ إِلَى مُحَارَبَةِ نِيرُوفَرْ صَاحِبِ الْأَهْوَازِ، وَسَارَ إِلَى أَرَّجَانَ وَإِلَى مَيْسَانَ وَطَاسَارَ، ثُمَّ إِلَى سُرَّقَ، فَوَقَفَ عَلَى شَاطِئِ دُجَيْلٍ فَظَفِرَ بِالْمَدِينَةِ، وَابْتَنَى مَدِينَةَ سُوقِ الْأَهْوَازِ، وَعَادَ إِلَى فَارِسَ بِالْغَنَائِمِ، ثُمَّ عَادَ مِنْ فَارِسَ إِلَى الْأَهْوَازِ عَلَى طَرِيقِ جِرْهِ وَكَازَرُونْ، وَقَتَلَ مَلِكَ مَيْسَانَ، وَبَنَى هُنَاكَ كَرْخَ مَيْسَانَ وَعَادَ إِلَى فَارِسَ.
فَأَرْسَلَ إِلَى أَرْدُوَانْ يُؤْذِنُهُ بِالْحَرْبِ وَيَقُولُ لَهُ لِيُعَيِّنَ مَوْضِعًا لِلْقِتَالِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَرْدُوَانْ: إِنِّي أُوَافِيكَ فِي صَحْرَاءِ هُرْمُزْجَانَ لِانْسِلَاخِ مِهْرَمَاهَ. فَوَافَاهُ أَرْدَشِيرُ قَبْلَ الْوَقْتِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute