حُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو عَدُوُّ الْقُرْآنِ ... يَصْنَعُ فِي الْعُرْبِ مَا يَصْنَعُ
يَقُومُ لِهَيْبَتِهِ الْمُسْلِمُونَ ... صُفُوفًا لِفَرْدٍ إِذَا يَطْلَعُ
فَإِنْ قِيلَ قَدْ أَقْبَلَ الْجَاثِلِيقُ ... تَحَفَّى لَهُ وَمَشَى يَظْلَعُ
وَفِيهَا تُوُفِّيَ ابْنُ الْإِخْشِيدِ أَمِيرُ طَرَسُوسَ، وَاسْتَخْلَفَ أَبَا ثَابِتٍ عَلَى طَرَسُوسَ) .
وَفِيهَا سَارَ إِلَى الْأَنْبَارِ جَمَاعَةُ أَعْرَابٍ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، وَأَغَارُوا عَلَى الْقُرَى، وَقَتَلُوا مَنْ لَحِقُوا مِنَ النَّاسِ، وَأَخَذُوا الْمَوَاشِيَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كُمُشْجُورَ مُتَوَلِّيهَا، فَلَمْ يَطِقْهُمْ، فَكَتَبَ إِلَى الْمُعْتَضِدِ بِذَلِكَ، فَأَمَدَّهُ بِجَيْشٍ، فَأَدْرَكُوا الْأَعْرَابَ، وَقَاتَلُوهُمْ، فَهَزَمَهُمُ الْأَعْرَابُ (وَقَتَلُوا فِيهِمْ، وَغَرِقَ أَكْثَرُهُمْ، وَتَفَرَّقُوا، وَعَاثَ الْأَعْرَابُ) فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ.
وَبَلَغَ خَبَرُ الْهَزِيمَةِ إِلَى الْمُعْتَضِدِ، فَسَيَّرَ جَيْشًا آخَرَ، فَرَحَلَ الْأَعْرَابُ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ، (فَأَفْسَدُوا وَعَاثُوا، وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ، وَرَمَضَانَ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ عَسْكَرًا آخَرَ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ) ، فَسَلَكُوا الْبَرِّيَّةَ إِلَى نَوَاحِي الشَّامِ، فَعَادَ الْعَسْكَرُ إِلَى بَغْدَاذَ وَلَمْ يَلْقَهُمْ.
وَفِيهَا اسْتَدْعَى الْمُعْتَضِدُ رَاغِبًا مَوْلَى الْمُوَفَّقِ مِنْ طَرَسُوسَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ بِالرَّقَّةَ، فَحَبَسَهُ وَأَخَذَ جَمِيعَ مَا كَانَ لَهُ، فَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ حَبْسِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي شَعْبَانَ، وَقَبَضَ عَلَى بَكْنُونَ غُلَامِ رَاغِبٍ، وَأَخَذَ مَالَهُ بِطَرَسُوسَ.
وَفِيهَا قَلَّدَ الْمُعْتَضِدُ دِيوَانَ الْمَشْرِقِ مُحَمَّدَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَعَزَلَ عَنْهُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ، وَقَلَّدَ دِيوَانَ الْمَغْرِبِ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ ابْنِ الْجَرَّاحِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute