للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَفِيهَا جَاءَتْ أَخْبَارٌ أَنَّ حَوَى وَمَا يَلِيهَا جَاءَهَا سَيْلٌ فَغَرِقَ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ فَرْسَخًا، وَغَرِقَ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَغَرِقَتِ الْمَوَاشِي وَالْغَلَّاتُ، وَخَرِبَتِ الْقُرَى، وَأُخْرِجَ مِنَ الْغَرْقَى أَلْفٌ وَمِائَتَا نَفْسٍ، سِوَى مَنْ لَمْ يُلْحَقْ مِنْهُمْ.

وَفِيهَا خَلَعَ الْمُكْتَفِي عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ كَاتِبِ الْجَيْشِ، وَعَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْقُوَّادِ وَأَمَرَهُمْ بِالْمَسِيرِ إِلَى الشَّامِ، وَمِصْرَ لِأَخْذِ الْأَعْمَالِ مِنْ هَارُونَ بْنِ خُمَارَوَيْهِ، لِمَا ظَهَرَ مِنْ عَجْزِهِ، وَذَهَابِ رِجَالِهِ بِقَتْلِ الْقَرْمَطِيِّ، فَسَارَ عَنْ بَغْدَاذَ فِي رَجَبٍ وَهُوَ فِي عَشَرَةِ آلَافِ رَجُلٍ، وَجَدَّ فِي السَّيْرِ.

وَفِيهَا خَرَجَتِ التُّرْكُ فِي خَلْقٍ كَثِيرٍ لَا يُحْصَوْنَ إِلَى وَرَاءِ النَّهْرِ، وَكَانَ فِي عَسْكَرِهِمْ سَبْعُمِائَةِ قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا لِلرُّؤَسَاءِ مِنْهُمْ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ جَيْشًا كَثِيرًا، وَتَبِعَهُمْ مِنَ الْمُتَطَوِّعَةِ خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَسَارُوا نَحْوَ التُّرْكِ، فَوَصَلُوا إِلَيْهِمْ وَهُمْ غَارُّونَ، فَكَبَسَهُمُ الْمُسْلِمُونَ مَعَ الصُّبْحِ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ خَلْقًا عَظِيمًا لَا يُحْصَوْنَ، وَانْهَزَمَ الْبَاقُونَ، اسْتُبِيحَ عَسْكَرُهُمْ، وَعَادَ الْمُسْلِمُونَ سَالِمِينَ غَانِمِينَ.

وَفِيهَا خَرَجَ مِنَ الرُّومِ عَشَرَةُ صُلْبَانٍ مَعَ كُلِّ صَلِيبٍ عَشَرَةُ آلَافٍ إِلَى الثُّغُورِ، فَقَصَدَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ إِلَى الْحَدَثِ، فَأَغَارُوا، وَسَبَوْا، وَأَحْرَقُوا.

وَفِيهَا سَارَ الْمَعْرُوفُ بِغُلَامِ زَرَافَةَ مِنْ طَرَسُوسَ نَحْوَ بِلَادِ الرُّومِ، فَفَتَحَ مَدِينَةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>