ذِكْرُ مُخَالِفَةِ مَنْصُورِ بْنِ إِسْحَاقَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ خَالَفَ مَنْصُورُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ عَلَى الْأَمِيرِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، وَوَافَقَهُ عَلَى الْمُخَالَفَةِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَرُوذِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيْدٍ.
وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا افْتَتَحَ سِجِسْتَانَ، الدُّفْعَةَ الْأُولَى عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، لِلْأَمِيرِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ طَمِعَ أَنْ يَتَوَلَّاهَا، فَوَلِيَهَا الْمَنْصُورُ بْنُ إِسْحَاقَ هَذَا، (فَخَالَفَ أَهْلُهَا، وَحَبَسُوا مَنْصُورًا، فَأَنْفَذَ الْأَمِيرُ أَحْمَدُ عَلِيًّا أَيْضًا) ، فَافْتَتَحَهَا ثَانِيًا، وَطَمِعَ أَنْ يَتَوَلَّاهَا فَوَلِيَهَا سِيمَجُورُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا جَمِيعَهُ.
فَلَمَّا وَلِيَهَا سِيمَجُورُ اسْتَوْحَشَ عَلِيٌّ لِذَلِكَ، وَنَفَرَ مِنْهُ، وَتَحَدَّثَ مَعَ مَنْصُورِ بْنِ إِسْحَاقَ فِي الْمُوَافَقَةِ وَالتَّعَاضُدِ بَعْدَ مَوْتِ الْأَمِيرِ أَحْمَدَ، وَتَكُونُ إِمَارَةُ خُرَاسَانَ لِمَنْصُورٍ، وَيَكُونُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ خَلِيفَتَهُ عَلَى أَعْمَالِهِ، فَاتَّفَقَا عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا قُتِلَ الْأَمِيرُ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ كَانَ مَنْصُورُ بْنُ إِسْحَاقَ بِنَيْسَابُورَ، (وَالْحُسَيْنُ بِهَرَاةَ، فَأَظْهَرَ الْحُسَيْنُ الْعِصْيَانَ، وَسَارَ إِلَى مَنْصُورٍ يَحُثُّهُ عَلَى مَا كَانَ اتَّفَقَا عَلَيْهِ، فَخَالَفَ أَيْضًا، وَخُطِبَ لِمَنْصُورٍ بِنَيْسَابُورَ فَتَوَجَّهَ إِلَيْهَا مِنْ بُخَارَى حَمُّوَيْهِ بْنُ عَلِيٍّ فِي عَسْكَرٍ ضَخْمٍ لِمُحَارَبَتِهِمَا، فَاتَّفَقَ أَنَّ مَنْصُورًا مَاتَ، فَقِيلَ إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ سَمَّهُ، فَلَمَّا قَارَبَهُ حَمُّوَيْهِ سَارَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ نَيْسَابُورَ إِلَى هَرَاةَ وَأَقَامَ بِهَا.
وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حَيْدٍ (عَلَى شُرْطَةِ) بُخَارَى مُدَّةً طَوِيلَةً، فَسَيَّرَ مِنْ بُخَارَى إِلَى نَيْسَابُورَ لِشُغْلٍ يَقُومُ بِهِ، فَوَرَدَهَا، ثُمَّ عَادَ عَنْهَا بِغَيْرِ أَمْرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ بُخَارَى بِالْإِنْكَارِ عَلَيْهِ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ، فَعَدَلَ عَنِ الطَّرِيقِ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِهَرَاةَ، فَسَارَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ هَرَاةَ إِلَى نَيْسَابُورَ، وَاسْتَخْلَفَ بِهَرَاةَ أَخَاهُ مَنْصُورَ بْنَ عَلِيٍّ، وَاسْتَوْلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute