عَلَى نَيْسَابُورَ، فَسُيِّرَ مِنْ بُخَارَى إِلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ لِمُحَارَبَتِهِ، فَابْتَدَأَ أَحْمَدُ بِهَرَاةَ فَحَصَرَهَا وَأَخَذَهَا، وَاسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ مَنْصُورُ بْنُ عَلِيٍّ.
وَسَارَ أَحْمَدُ مِنْ هَرَاةَ إِلَى نَيْسَابُورَ، وَكَانَ وُصُولُهُ إِلَيْهَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِمِائَةٍ، فَنَازَلَ الْحُسَيْنَ، وَحَصَرَهُ، وَقَاتَلَهُ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ الْحُسَيْنِ، وَأُسِرَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَقَامَ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ بِنَيْسَابُورَ.
وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَذْكُرَ اسْتِيلَاءَ أَحْمَدَ عَلَى نَيْسَابُورَ، وَأَسْرَ الْحُسَيْنِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِمِائَةٍ، لَكِنْ رَأَيْنَا أَنْ نَجْمَعَ سِيَاقَ الْحَادِثَةِ لِئَلَّا يُنْسَى أَوَّلُهَا.
وَأَمَّا ابْنُ حَيْدٍ فَإِنَّهُ كَانَ بِمَرْوَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ اسْتِيلَاءُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ عَلَى نَيْسَابُورَ، وَأَسْرُهُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، سَارَ إِلَيْهِ فَقَبَضَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ وَأَخَذَ مَالَهُ وَسَوَادَهُ، وَسَيَّرَهُ وَالْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ إِلَى بُخَارَى، فَأَمَّا ابْنُ حَيْدٍ فَإِنَّهُ سُيِّرَ إِلَى خُوَارِزْمَ فَمَاتَ بِهَا.
وَأَمَّا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ حُبِسَ بِبُخَارَى إِلَى أَنْ خَلَّصَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَيْهَانِيُّ وَعَادَ إِلَى خِدْمَةِ الْأَمِيرِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا عِنْدَهُ إِذْ طَلَبَ الْأَمِيرُ نَصْرٌ مَاءً، فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي كُوزٍ غَيْرِ حَسَنِ الصَّنْعَةِ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ لِأَحْمَدَ (بْنِ حَمُّوَيْهِ، وَكَانَ حَاضِرًا: أَلَا يُهْدِي وَالِدُكَ) [إِلَى] الْأَمِيرِ مِنْ نَيْسَابُورَ مِنْ هَذِهِ الْكِيزَانِ اللِّطَافِ النِّظَافِ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: إِنَّمَا يُهْدِي أَبِي إِلَى الْأَمِيرِ مِثْلَكَ وَمِثْلَ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، وَمِثْلَ لَيْلَى الدَّيْلِمِيِّ، لَا الْكِيزَانَ، فَأَطْرَقَ الْحُسَيْنُ مُفْحَمًا، وَأَعْجَبَ نَصْرًا قَوْلُهُ.
ذِكْرُ خَبَرِ مِصْرَ مَعَ الْعَلَوِيِّ الْمَهْدِيِّ
وَفِيهَا أَنْفَذَ أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْمُلَقَّبُ بِالْمَهْدِيِّ جَيْشًا مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ مَعَ قَائِدٍ مِنْ قُوَّادِهِ يُقَالُ لَهُ حَبَاسَةُ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَغَلَبَ عَلَيْهَا.
وَكَانَ مَسِيرُهُ فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ سَارَ مِنْهَا إِلَى مِصْرَ، فَنَزَلَ بَيْنَ مِصْرَ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْمُقْتَدِرَ، فَأَرْسَلَ مُؤْنِسًا الْخَادِمَ فِي عَسْكَرٍ إِلَى مِصْرَ لِمُحَارَبَةِ حَبَاسَةَ وَأَمَدَّهُ بِالسِّلَاحِ وَالْمَالِ، فَسَارَ إِلَيْهَا، فَالْتَقَى الْعَسْكَرَانِ فِي جُمَادَى الْأُولَى، فَاقْتَتَلُوا (قِتَالًا شَدِيدًا) فَقُتِلَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute