مِنَ الْفَرِيقَيْنِ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وَجُرِحَ مِثْلُهُمْ، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ أُخْرَى بِنَحْوِهَا، ثُمَّ وَقْعَةٌ ثَالِثَةٌ وَرَابِعَةٌ، فَانْهَزَمَ فِيهَا الْمَغَارِبَةُ أَصْحَابُ الْعَلَوِيِّ، وَقُتِلُوا، وَأُسِرُوا، فَكَانَ مَبْلَغُ الْقَتْلَى سَبْعَةَ آلَافٍ مَعَ الْأَسْرَى وَهَرَبَ الْبَاقُونَ.
وَكَانَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ سَلْخَ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَعَادُوا إِلَى الْغَرْبِ، فَلَمَّا (وَصَلُوا إِلَى الْغَرْبِ) قَتَلَ الْمَهْدِيُّ حَبَاسَةَ.
وَفِيهَا خَالَفَ عَرُوبَةُ بْنُ يُوسُفَ الْكُتَامِيُّ عَلَى الْمَهْدِيِّ بِالْقَيْرَوَانِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ كُتَامَةَ وَالْبَرَابِرِ، فَأَخْرَجَ الْمَهْدِيُّ إِلَيْهِمْ مَوْلَاهُ غَالِبًا، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا فِي مَحْضَرِ الْقَيْرَوَانِ، فَقُتِلَ عَرُوبَةُ وَبَنُو عَمِّهِ، وَقُتِلَ مَعَهُمْ عَالَمٌ لَا يُحْصَوْنَ، وَجُمِعَتْ رُءُوسُ مُقَدَّمِيهِمْ فِي قُفَّةٍ وَحُمِلَتْ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَقَالَ: مَا أَعْجَبَ أُمُورَ الدُّنْيَا! قَدْ جَمَعَتْ هَذِهِ الْقُفَّةُ رُءُوسَ هَؤُلَاءِ، وَقَدْ كَانَ يَضِيقُ بِعَسَاكِرِهِمْ فَضَاءُ الْمَغْرِبِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِيهَا غَزَا بِشْرٌ الْخَادِمُ وَالِي طَرَسُوسَ بِلَادَ الرُّومِ، فَفَتَحَ فِيهَا وَغَنِمَ وَسَبَى، وَأَسَرَ مِائَةً وَخَمْسِينَ بِطْرِيقًا، وَكَانَ السَّبْيُ نَحْوًا مِنْ أَلْفَيْ رَأْسٍ.
وَفِيهَا أَوْقَعَ مُؤْنِسٌ الْخَادِمُ بِنَاحِيَةِ وَادِي الذِّئَابِ بِمَنْ هُنَالِكَ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا، وَنَهَبَ بُيُوتَهُمْ فَأَصَابَ فِيهَا مِنْ أَمْوَالِ التُّجَّارِ الَّتِي كَانُوا أَخَذُوهَا بِقَطْعِ الطَّرِيقِ مَا لَا يُحْصَى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute