للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَيْلَى، وَمَضَى لَيْلَى مُنْهَزِمًا) ، فَدَخَلَ (لَيْلَى سِكَّةً) لَمْ يَكُنْ لَهُ فِيهَا مَخْرَجٌ، وَلَحِقَهُ بُغْرَا فِيهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ لَيْلَى عَلَى الْهَرَبِ، فَنَزَلَ وَتَوَارَى فِي دَارٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ بُغْرَا، وَأَنْفَذَ إِلَى حَمُّوَيْهِ فَأَعْلَمَهُ بِذَلِكَ، فَأَنْفَذَ مَنْ قَطَعَ رَأْسَ لَيْلَى، وَنَصَبَهُ عَلَى رُمْحٍ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابُهُ طَلَبُوا الْأَمَانَ فَأُمِّنُوا.

ثُمَّ قَالَ حَمُّوَيْهِ لِلْجُنْدِ: قَدْ مَكَّنَكُمُ اللَّهُ مِنْ شَيَاطِينِ الْجِيلِ وَالدَّيْلَمِ، فَأَبِيدُوهُمْ وَاسْتَرِيحُوا مِنْهُمْ أَبَدَ الدَّهْرِ، فَلَمْ يَفْعَلُوا، وَحَامَى كُلُّ قَائِدٍ جَمَاعَةً فَخَرَجَ مِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ قَتْلُ لَيْلَى فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَحُمِلَ رَأَسُهُ إِلَى بَغْدَاذَ، وَبَقِيَ بَارِسُ غُلَامُ قُرَاتِكِينَ بِجُرْجَانَ.

وَقِيلَ إِنَّ حَمُّوَيْهِ لَمَّا سَارَ إِلَى قِتَالِ لَيْلَى قِيلَ لَهُ: إِنَّ لَيْلَى يَسْتَبْطِئُكَ فِي قَصْدِهِ، فَقَالَ: إِنِّي أَلْبَسُ أَحَدَ خُفَّيَّ لِلْحَرْبِ الْعَامَ، وَالْآخَرَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَبَلَغَ قَوْلُهُ لَيْلَى، فَقَالَ: لَكِنِّي أَلْبَسُ أَحَدَ خُفَّيَّ لِلْحَرْبِ قَاعِدًا، وَالثَّانِيَ قَائِمًا وَرَاكِبًا فَلَمَّا قُتِلَ قَالَ حَمُّوَيْهِ: هَكَذَا مَنْ تَعَجَّلَ إِلَى الْحَرْبِ.

ذِكْرُ قَتَلِ الْحُسَيْنِ الْحَلَّاجِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَلَّاجُ الصُّوفِيُّ وَأُحْرِقَ، وَكَانَ ابْتِدَاءُ حَالِهِ أَنَّهُ كَانَ يُظْهِرُ الزُّهْدَ وَالتَّصَوُّفَ، وَيُظْهِرُ الْكَرَامَاتِ، وَيُخْرِجُ لِلنَّاسِ فَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>