للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّيْفِ وَفَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَيَمُدُّ يَدَهُ إِلَى الْهَوَاءِ فَيُعِيدُهَا مَمْلُوءَةً دَرَاهِمَ عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَيُسَمِّيهَا دَرَاهِمَ الْقُدْرَةِ وَيُخْبِرُ النَّاسَ بِمَا أَكَلُوهُ، وَمَا صَنَعُوهُ فِي بُيُوتِهِمْ، وَيَتَكَلَّمُ بِمَا فِي ضَمَائِرِهِمْ فَافْتُتِنَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ وَاعْتَقَدُوا فِي الْحُلُولِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا فِيهِ اخْتِلَافَهُمْ فِي الْمَسِيحِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَمِنْ قَائِلٍ إِنَّهُ حَلَّ فِيهِ جُزْءٌ إِلَهِيٌّ، وَيَدَّعِي فِيهِ الرُّبُوبِيَّةَ، وَمِنْ قَائِلٍ إِنَّهُ وَلِيُّ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّ الَّذِي يَظْهَرُ مِنْهُ مِنْ جُمْلَةِ كَرَامَاتِ الصَّالِحِينَ وَمِنْ قَائِلٍ إِنَّهُ مُشَعْبِذٌ، وَمُمَخْرِقٌ، وَسَاحِرٌ كَذَّابٌ، وَمُتَكَهِّنٌ، وَالْجِنُّ تُطِيعُهُ فَتَأْتِيهِ بِالْفَاكِهَةِ فِي غَيْرِ أَوَانِهَا.

وَكَانَ قَدِمَ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى الْعِرَاقِ وَسَارَ إِلَى مَكَّةَ فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً فِي الْحِجْرِ لَا يَسْتَظِلُّ تَحْتَ سَقْفٍ شِتَاءً وَلَا صَيْفًا، وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ، فَإِذَا جَاءَ الْعَشَاءُ أَحْضَرَ لَهُ الْقَوَّامُ كُوزَ مَاءٍ، وَقُرْصًا، فَيَشْرَبُهُ، وَيَعَضُّ مِنَ الْقُرْصِ ثَلَاثَ عَضَّاتٍ (مِنْ جَوَانِبِهِ) ، فَيَأْكُلُهَا وَيَتْرُكُ الْبَاقِيَ فَيَأْخُذُونَهُ، وَلَا يَأْكُلُ شَيْئًا آخَرَ إِلَى الْغَدِ آخِرَ النَّهَارِ.

وَكَانَ شَيْخَ الصُّوفِيَّةِ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ الْمَغْرِبِيُّ، فَأَخَذَ أَصْحَابَهُ وَمَشَى إِلَى زِيَارَةِ الْحَلَّاجِ، فَلَمْ يَجِدْهُ فِي الْحِجْرِ، وَقِيلَ لَهُ: قَدْ صَعِدَ إِلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيِسٍ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ، فَرَآهُ عَلَى صَخْرَةٍ حَافِيًا، مَكْشُوفَ الرَّأْسِ، وَالْعَرَقُ يَجْرِي مِنْهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَخَذَ أَصْحَابَهُ وَعَادَ وَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَقَالَ: هَذَا يَتَصَبَّرُ وَيَتَقَوَّى عَلَى قَضَاءِ اللَّهِ، سَوْفَ يَبْتَلِيهُ اللَّهُ بِمَا يَعْجَزُ عَنْهُ (صَبْرُهُ وَقُدْرَتُهُ وَعَادَ الْحُسَيْنُ إِلَى بَغْدَاذَ.

وَأَمَّا سَبَبُ قَتْلِهِ فَإِنَّهُ نُقِلَ عَنْهُ) عِنْدَ عَوْدِهِ إِلَى بَغْدَاذَ إِلَى الْوَزِيرِ حَامِدِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ أَحْيَا جَمَاعَةً، وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى، وَأَنَّ الْجِنَّ يَخْدِمُونَهُ، وَأَنَّهُمْ يُحْضِرُونَ عِنْدَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>