للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا كَثُرَتِ الْأَرْطَابُ بِبَغْدَاذَ، حَتَّى عَمِلُوا مِنْهَا التُّمُورَ، وَحُمِلَتْ إِلَى وَاسِطَ وَالْبَصْرَةِ، فَنُسِبَ أَهْلُ بَغْدَاذَ إِلَى الْبَغْيِ.

وَفِيهَا كَتَبَ مَلِكُ الرُّومِ إِلَى أَهْلِ الثُّغُورِ يَأْمُرُهُمْ بِحَمْلِ الْخَرَاجِ إِلَيْهِ، فَإِنْ فَعَلُوا، وَإِلَّا قَصَدَهُمْ فَقَتَلَ الرِّجَالَ، وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ، وَقَالَ: إِنَّنِي صَحَّ عِنْدِي ضَعْفُ وُلَاتِكُمْ، فَلَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ، وَأَخْرَبَ الْبِلَادَ، وَدَخَلَ مَلَطْيَةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، فَأَخْرَبُوهَا، وَسَبَوْا مِنْهَا، وَنَهَبُوا، وَأَقَامَ فِيهَا سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا.

وَفِيهَا اعْتَرَضَ الْقَرَامِطَةُ الْحَاجَّ بِزُبَالَةَ فَقَاتَلَهُمْ أَصْحَابُ الْخَلِيفَةِ، فَانْهَزَمُوا، وَوَضَعَ الْقَرَامِطَةُ عَلَى الْحَاجِّ قَطِيعَةً، فَأَخَذُوهَا، وَكَفُّوا عَنْهُمْ، فَسَارُوا إِلَى مَكَّةَ.

وَفِيهَا انْقَضَّ كَوْكَبٌ كَبِيرٌ وَقْتَ الْمَغْرِبِ، لَهُ صَوْتٌ مِثْلُ الرَّعْدِ الشَّدِيدِ وَضَوْءٌ عَظِيمٌ أَضَاءَتْ لَهُ الدُّنْيَا.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ حُفَّاظِ الْمُحَدِّثِينَ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْرَانَ السَّرَّاجُ النَّيْسَابُورِيُّ وَعُمْرُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>