للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْحَشْتَ أَكْثَرَهُمْ بِقَتْلِ قُوَّادِهِمْ) فَمَا يُؤَمِّنُكَ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ غَدًا وَيَقْبِضُوا عَلَيْكَ؟ فَحِينَئِذٍ أَمَرَ بِقَتْلِهِ وَانْصَرَفَ إِلَى الرَّيِّ.

وَقِيلَ فِي قَتْلِهِ: إِنَّهُ لَمَّا عَادَ نَحْوَ قَلْعَةِ أَلَمُوتَ نَزَلَ فِي وَادٍ هُنَاكَ يَسْتَرِيحُ، فَاتَّفَقَ أَنَّ مَرْدَاوِيجَ خَرَجَ يَتَصَيَّدُ، وَيَسْأَلُ عَنْ أَخْبَارِهِ، فَرَأَى خَيْلًا يَسِيرَةً فِي وَادٍ هُنَاكَ، فَأَرْسَلَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ لِيَأْخُذَ خَبَرَهَا، فَرَأَوْا أَسْفَارَ بْنَ شِيرُوَيْهِ فِي عِدَّةٍ يَسِيرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، يُرِيدُ الْحِصْنَ لِيَأْخُذَ مَا لَهُ فِيهِ وَيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى جَمْعِ الْجُيُوشِ، وَيَعُودَ إِلَى مُحَارَبَةِ مَرْدَاوِيجَ، فَأَخَذُوهُ وَمَنْ مَعَهُ، وَحَمَلُوهُ إِلَى مَرْدَاوِيجَ، فَلَمَّا رَآهُ نَزَلَ إِلَيْهِ فَذَبَحَهُ.

وَاسْتَقَرَّ أَمْرُ مَرْدَاوِيجَ فِي الْبِلَادِ، وَعَادَ إِلَى قَزْوِينَ بَعْدَ قَتْلِ أَسْفَارٍ، فَأَحْسَنَ إِلَى أَهْلِهَا، وَوَعَدَهُمُ الْجَمِيلَ.

وَقِيلَ: بَلْ دَخَلَ أَسْفَارٌ إِلَى رَحًى، وَقَدْ نَالَ مِنْهُ الْجُوعُ، فَطَلَبَ مِنَ الطَّحَّانِ شَيْئًا يَأْكُلُهُ، فَقَدَّمَ لَهُ خُبْزًا وَلَبَنًا، فَأَكَلَ مِنْهُ هُوَ وَغُلَامٌ لَهُ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ، فَأَقْبَلَ مَرْدَاوِيجُ إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ، فَأَشْرَفَ عَلَى الرَّحَى فَرَأَى حَوَافِرَ الدَّوَابِّ، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ دَخَلَ فَارِسَانِ إِلَى هَذِهِ الرَّحَى، فَكَبَسَ مَرْدَاوِيجُ الرَّحَى، فَرَآهُ وَقَتَلَهُ.

ذِكْرُ مُلْكِ مَرْدَاوِيجَ

وَلَمَّا انْهَزَمَ أَسْفَارٌ مِنْ مَرْدَاوِيجَ ابْتَدَأَ فِي مِلْكِ الْبِلَادِ ثُمَّ إِنَّهُ ظَفِرَ بِأَسْفَارٍ فَقَتَلَهُ فَتَمَكَّنَ مُلْكُهُ وَثَبَتَ، وَتَنَقَّلَ فِي الْبِلَادِ يَمْلِكُهَا مَدِينَةً مَدِينَةً، وَوِلَايَةً وِلَايَةً، فَمَلَكَ قَزْوِينَ، وَوَعَدَهُمُ الْجَمِيلَ فَأَحَبُّوهُ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الرَّيِّ فَمَلَكَهَا، وَمَلَكَ هَمَذَانَ، وَكَنْكُورَ، وَالدِّينَوَرَ، وَبُرُوجَرْدَ، وَقُمَّ، وَقَاشَانَ، وَأَصْبَهَانَ، وَجَرْبَاذَقَانَ وَغَيْرَهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>