إِلَى الصَّغَانِيَّانِ، فَاجْتَمَعَ بِوَلَدِهِ، وَكَتَبَ إِلَى السَّعِيدِ يُخْبِرُهُ، (فَسَّرَهُ ذَلِكَ) ، (وَوَلَّاهُ بَلْخَ وَطُخَارِسْتَانَ) وَاسْتَقْدَمَهُ، فَوَلَّاهُمَا مُحَمَّدٌ ابْنَهُ أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ، وَأَنْفَذَهُ إِلَيْهِمَا، وَلَحِقَ مُحَمَّدٌ بِالسَّعِيدِ، فَاجْتَمَعَ بِهِ بِبَلْخَ رُسْتَاقُ، وَهُوَ فِي أَثَرِ يَحْيَى وَهُوَ بِهَرَاةَ.
وَكَانَ يَحْيَى قَدْ سَارَ إِلَى نَيْسَابُورَ، وَبِهَا مَاكَانُ بْنُ كَالِي، (فَمَنَعَهُ عَنْهَا، وَنَزَلُوا عَلَيْهَا، فَلَمْ يَظْفَرُوا بِهَا، وَكَانَ مَعَ يَحْيَى مُحَمَّدُ) (بْنُ إِلْيَاسَ) فَاسْتَأْمَنَ إِلَى مَاكَانَ، وَاسْتَأْمَنَ مَنْصُورٌ وَإِبْرَاهِيمُ أَخُو يَحْيَى إِلَى السَّعِيدِ نَصْرٍ فَلَمَّا قَارَبَ السَّعِيدُ هَرَاةَ، وَبِهَا يَحْيَى وَقُرَاتِكِينُ، سَارَا عَنْ هَرَاةَ إِلَى بَلْخَ، فَاحْتَالَ قُرَاتِكِينُ لِيَصْرِفَ السَّعِيدَ عَنْ نَفْسِهِ، فَأَنْفَذَ يَحْيَى مِنْ بَلْخَ إِلَى بُخَارَى، (وَأَقَامَ هُوَ بِبَلْخَ، فَعَطَفَ السَّعِيدُ إِلَى بُخَارَى، فَلَمَّا عَبَرَ النَّهْرَ هَرَبَ يَحْيَى مِنْ بُخَارَى إِلَى سَمَرْقَنْدَ، ثُمَّ عَادَ مِنْ سَمَرْقَنْدَ ثَانِيًا، فَلَمْ يُعَاوِنْهُ قُرَاتِكِينُ، فَسَارَ إِلَى نَيْسَابُورَ، وَبِهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِلْيَاسَ قَدْ قَوِيَ أَمْرُهُ، وَسَارَ عَنْهَا مَاكَانُ إِلَى جُرْجَانَ، وَوَافَقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِلْيَاسَ، وَخَطَبَ لَهُ، وَأَقَامُوا بِنَيْسَابُورَ.
وَكَانَ السَّعِيدُ فِي أَثَرِ يَحْيَى لَا يُمَكِّنُهُ مِنَ الِاسْتِقْرَارِ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ خَبَرُ مَجِيءِ السَّعِيدِ (إِلَى نَيْسَابُورَ) تَفَرَّقُوا، فَخَرَجَ ابْنُ إِلْيَاسَ إِلَى كَرْمَانَ وَأَقَامَ بِهَا، وَخَرَجَ قُرَاتِكِينُ وَمَعَهُ يَحْيَى إِلَى بُسْتَ وَالرُّخَّجِ، فَأَقَامَا بِهَا، وَوَصَلَ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ نَيْسَابُورَ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، فَأَنْفَذَ إِلَى قُرَاتِكِينَ، وَوَلَّاهُ بَلْخَ، وَبَذَلَ الْأَمَانَ لِيَحْيَى، فَجَاءَ إِلَيْهِ، وَزَالَتِ الْفِتْنَةُ، وَانْقَطَعَ الشَّرُّ وَكَانَ قَدْ دَامَ هَذِهِ الْمُدَّةَ كُلَّهَا.
وَأَقَامَ السَّعِيدُ بِنَيْسَابُورَ إِلَى أَنْ حَضَرَ عِنْدَهُ يَحْيَى، فَأَكْرَمَهُ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَضَى بِهَا لِسَبِيلِهِ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو صَالِحٍ مَنْصُورٌ، فَلَمَّا رَأَى أَخُوهُمَا إِبْرَاهِيمُ ذَلِكَ هَرَبَ مِنْ عِنْدِ السَّعِيدِ إِلَى بَغْدَاذَ، ثُمَّ مِنْهَا إِلَى الْمَوْصِلِ، وَسَيَأْتِي خَبَرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute