للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَاجَ السُّودَانُ تَعَصُّبًا لِلرَّجَّالَةِ، فَرَكِبَ مُحَمَّدٌ أَيْضًا فِي الْحُجَرِيَّةِ، وَأَوْقَعَ بِهِمْ، وَأَحْرَقَ مَنَازِلَهُمْ، فَاحْتَرَقَ فِيهَا جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهُمْ، وَمِنْ أَوْلَادِهِمْ، وَمِنْ نِسَائِهِمْ، فَخَرَجُوا إِلَى وَاسِطَ، وَاجْتَمَعَ بِهَا مِنْهُمْ جَمْعٌ كَثِيرٌ، (وَتَغَلَّبُوا عَلَيْهَا) ، وَطَرَحُوا عَامِلَ الْخَلِيفَةِ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ مُؤْنِسٌ، فَأَوْقَعَ بِهِمْ، وَأَكْثَرَ الْقَتْلَ فِيهِمْ، فَلَمْ تَقُمْ لَهُمْ بَعْدَهَا رَايَةٌ.

ذِكْرُ عَزْلِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ عَنِ الْمَوْصِلِ (وَوِلَايَةِ عَمَّيْهِ سَعِيدٍ وَنَصْرٍ)

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، عُزِلَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ عَنِ الْمَوْصِلِ، (وَوَلِيَهَا عَمَّاهُ سَعِيدٌ وَنَصْرٌ ابْنَا حَمْدَانَ) ، وَوَلِيَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ دِيَارَ رَبِيعَةَ، وَنَصِيبِينَ، وَسِنْجَارَ، وَالْخَابُورَ، وَرَأْسَ عَيْنٍ، وَمَعَهَا مِنْ دِيَارِ بَكْرٍ، مَيَّافَارِقِينُ وَأَرْزَنُ، ضَمِنَ ذَلِكَ بِمَالٍ مَبْلَغُهُ مَعْلُومٌ، فَسَارَ إِلَيْهَا، وَوَصَلَ سَعِيدٌ إِلَى الْمَوْصِلِ (فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ) .

ذِكْرُ عَزْلِ ابْنِ مُقْلَةَ وَوِزَارَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ الْوَزِيرُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُقْلَةَ مِنْ وِزَارَةِ الْخَلِيفَةِ.

وَكَانَ سَبَبُ عَزْلِهِ أَنَّ الْمُقْتَدِرَ كَانَ يَتَّهِمُهُ بِالْمَيْلِ إِلَى مُؤْنِسٍ الْمُظَفَّرِ، وَكَانَ الْمُقْتَدِرُ مُسْتَوْحِشًا مِنْ مُؤْنِسٍ، وَيُظْهِرُ لَهُ الْجَمِيلَ، فَاتَّفَقَ أَنَّ مُؤْنِسًا خَرَجَ إِلَى أَوَانَا، وَعُكْبَرَا، فَرَكِبَ

<<  <  ج: ص:  >  >>