للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنُ مُقْلَةَ إِلَى دَارِ الْمُقْتَدِرِ آخِرَ جُمَادَى الْأُولَى، فَقُبِضَ عَلَيْهِ.

وَكَانَ بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَاقُوتٍ وَبَيْنَ ابْنِ مُقْلَةَ عَدَاوَةٌ، فَأَنْفَذَ إِلَى دَارِهِ، بَعْدَ أَنْ قَبَضَ عَلَيْهِ، وَأَحْرَقَهَا لَيْلًا.

وَأَرَادَ الْمُقْتَدِرُ أَنْ يَسْتَوْزِرَ الْحُسَيْنَ بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ مُؤْنِسٌ قَدْ عَادَ فَأَنْفَذَ (إِلَى الْمُقْتَدِرِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى يَسْأَلُ أَنْ يُعَادَ ابْنُ مُقْلَةَ، فَلَمْ يُجِبِ) الْمُقْتَدِرُ إِلَى ذَلِكَ، وَأَرَادَ قَتْلَ ابْنِ مُقْلَةَ، فَرَدَّهُ عَنْ ذَلِكَ، فَسَأَلَ مُؤْنِسٌ أَنْ لَا يَسْتَوْزِرَ الْحُسَيْنَ، فَتَرَكَهُ، وَاسْتَوْزَرَ سُلَيْمَانَ بْنَ الْحَسَنِ مُنْتَصَفَ جُمَادَى الْأُولَى، وَأَمَرَ الْمُقْتَدِرُ بِاللَّهِ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بِالِاطِّلَاعِ عَلَى الدَّوَاوِينِ، وَأَنْ لَا يَنْفَرِدَ سُلَيْمَانُ عَنْهُ بِشَيْءٍ، وَصُودِرَ أَبُو عَلِيِّ بْنِ مُقْلَةَ بِمِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ، وَكَانَتْ مُدَّةُ وِزَارَتِهِ سَنَتَيْنِ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.

ذِكْرُ الْقَبْضِ عَلَى أَوْلَادِ الْبَرِيدِيِّ

كَانَ أَوْلَادُ الْبَرِيدِيِّ، وَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو يُوسُفَ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ، قَدْ ضَمِنُوا الْأَهْوَازَ، كَمَا تَقَدَّمَ، فَلَمَّا عُزِلَ الْوَزِيرُ ابْنُ مُقْلَةَ كَتَبَ الْمُقْتَدِرُ بِخَطِّ يَدِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْقُشُورِيِّ الْحَاجِبِ يَأْمُرُهُ بِالْقَبْضِ عَلَيْهِمْ، فَفَعَلَ، وَأَوْدَعَهُمْ عِنْدَهُ فِي دَارِهِ. فَفِي بَعْضِ الْأَيَّامِ سَمِعَ ضَجَّةً عَظِيمَةً، وَأَصْوَاتًا هَائِلَةً، فَسَأَلَ: مَا الْخَبَرُ؟ فَقِيلَ: إِنَّ الْوَزِيرَ قَدْ كَتَبَ بِإِطْلَاقِ بَنِي الْبَرِيدِيِّ، وَأَنْفَذَ إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ كِتَابًا مُزَوَّرًا يَأْمُرُهُ فِيهِ بِإِطْلَاقِهِمْ، وَإِعَادَتِهِمْ إِلَى أَعْمَالِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ أَحْمَدُ: هَذَا كِتَابُ الْخَلِيفَةِ بِخَطِّهِ، يَقُولُ فِيهِ: لَا تُطْلِقْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ كِتَابٌ آخَرُ بِخَطِّي.

ثُمَّ ظَهَرَ أَنَّ الْكِتَابَ مُزَوَّرٌ، ثُمَّ أَنْفَذَ الْمُقْتَدِرُ فَاسْتَحْضَرَهُمْ إِلَى بَغْدَاذَ، وَصُودِرُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>