للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَى السَّلَامِيَّةِ، فَسَارَ إِلَيْهِ نَصْرُ بْنُ حَمْدَانَ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، فَفَارَقَهَا صَالِحٌ إِلَى الْبَوَازِيجِ، فَطَلَبَهُ نَصْرٌ، فَأَدْرَكَهُ بِهَا، فَحَارَبَهُ حَرْبًا شَدِيدًا قُتِلَ فِيهِ مِنْ رِجَالِ صَالِحٍ نَحْوُ مِائَةِ رَجُلٍ، وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ نَصْرٍ جَمَاعَةٌ، وَأُسِرَ صَالَحٌ وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ، وَأُدْخِلُوا إِلَى الْمَوْصِلِ، وَحُمِلُوا إِلَى بَغْدَاذَ فَأُدْخِلُوا مَشْهُورِينَ.

وَفِيهَا، فِي شَعْبَانَ خَرَجَ بِأَرْضِ الْمَوْصِلِ خَارِجِيٌّ اسْمُهُ الْأَغَرُّ بْنُ مَطَرَةَ الثَّعْلَبِيُّ، وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ عَتَّابِ بْنِ كُلْثُومٍ الثَّعْلَبِيِّ أَخِي عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ الشَّاعِرِ، وَكَانَ خُرُوجُهُ بِنَوَاحِي رَأْسِ الْعَيْنِ، وَقَصَدَ كَفَرْتُوثَا وَقَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُ نَحْوُ أَلْفَيْ رَجُلٍ، فَدَخَلَهَا وَنَهَبَهَا وَقَتَلَ فِيهَا.

وَسَارَ إِلَى نَصِيبِينَ، فَنَزَلَ بِالْقُرْبِ مِنْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَالِيهَا وَمَعَهُ جَمْعٌ مِنَ الْجُنْدِ وَمِنَ الْعَامَّةِ، فَقَاتَلُوهُ، فَقَتَلَ الشَّارِيُّ مِنْهُمْ مِائَةَ رَجُلٍ، وَأَسَرَ أَلْفَ رَجُلٍ، فَبَاعَهُمْ نُفُوسَهُمْ، وَصَالَحَهُ أَهْلُ نَصِيبِينَ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.

(وَبَلَغَ خَبَرُهُ نَاصِرَ الدَّوْلَةِ بْنَ حَمْدَانَ، وَهُوَ أَمِيرُ دِيَارِ رَبِيعَةَ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ جَيْشًا) ، فَقَاتَلُوهُ، فَظَفِرُوا بِهِ وَأَسَرُوهُ، وَسَيَّرَهُ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ إِلَى بَغْدَاذَ.

ذِكْرُ مُخَالِفَةِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَعَوْدِهِ

كَانَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ مُقِيمًا بِالْخُتَّلِ، وَالِيًا عَلَيْهَا لِلسَّامَانِيَّةِ فَبَدَتْ مِنْهُ أُمُورٌ نُسِبَ بِسَبَبِهَا إِلَى الِاسْتِعْصَاءِ، فَكُوتِبَ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>