وَاسْتَقَرَّ أَبُو عَلِيِّ بْنُ مُقْلَةَ فِي الْوِزَارَةِ، (وَعَزَلَ وَوَلَّى) ، وَقَبَضَ عَلَى (جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُمَّالِ، وَقَبَضَ عَلَى) بَنِي الْبَرِيدِيِّ، وَعَزَلَهُمْ عَنْ أَعْمَالِهِمْ وَصَادَرَهُمْ.
ذِكْرُ وُصُولِ وَشْمَكِيرَ إِلَى أَخِيهِ مَرْدَاوِيجَ
وَفِيهَا أَرْسَلَ مَرْدَاوِيجُ إِلَى أَخِيهِ وَشْمَكِيرَ، وَهُوَ بِبِلَادِ جِيلَانَ، يَسْتَدْعِيهِ إِلَيْهِ وَكَانَ الرَّسُولُ ابْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَرْسَلَنِي مَرْدَاوِيجُ، وَأَمَرَنِي بِالتَّلَطُّفِ لِإِخْرَاجِ أَخِيهِ وَشْمَكِيرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا وَصَلَ سَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ مَعَ جَمَاعَةٍ يَزْرَعُونَ الْأُرْزَ (فَلَمَّا رَأَوْنِي قَصَدُونِي) وَهُمْ حُفَاةٌ عُرَاةٌ عَلَيْهِمْ سَرَاوِيلَاتٌ مُلَوَّنَةُ الْخِرَقِ، وَأَكْسِيَةٌ مُمَزَّقَةٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَأَبْلَغْتُهُ رِسَالَةَ أَخِيهِ، وَأَعْلَمْتُهُ بِمَا مَلَكَ مِنَ الْبِلَادِ وَالْأَمْوَالِ وَغَيْرِهَا، فَضَرَطَ بِفَمِهِ فِي لِحْيَةِ أَخِيهِ وَقَالَ: إِنَّهُ لَبِسَ السَّوَادَ، وَخَدَمَ الْمُسَوِّدَةَ، يَعْنِي الْخُلَفَاءَ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ.
فَلَمْ أَزَلْ أُمَنِّيهِ وَأُطَمِّعُهُ حَتَّى خَرَجَ مَعِي، فَلَمَّا بَلَغْنَا قَزْوِينَ اجْتَهَدْتُ بِهِ لِيَلْبَسَ السَّوَادَ، فَامْتَنَعَ ثُمَّ لَبِسَ بَعْدَ الْجُهْدِ. قَالَ: فَرَأَيْتُ مِنْ جَهْلِهِ أَشْيَاءَ أَسْتَحْيِي مِنْ ذِكْرِهَا، ثُمَّ أَعْطَتْهُ السَّعَادَةُ مَا كَانَ لَهُ فِي الْغَيْبِ فَصَارَ مِنْ أَعْرَفِ الْمُلُوكِ بِتَدْبِيرِ الْمَمَالِكِ وَسِيَاسَةِ الرَّعَايَا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
[الْوَفَيَاتُ]
فِيهَا تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ (بْنُ يُوسُفَ) بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَكَانَ عَالِمًا فَاضِلًا حَلِيمًا، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ خَوَّانٍ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، وَكَانَ عَابِدًا وَرِعًا،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute