للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخَرُ، وَفِي خَمْسَةِ أَبَالِسَةَ أَضْدَادٍ لِتِلْكَ الْخَمْسَةِ، ثُمَّ اجْتَمَعَتِ اللَّاهُوتِيَّةُ فِي إِدْرِيسَ وَإِبْلِيسِهِ، وَتَفَرَّقَتْ بَعْدَهُمَا كَمَا تَفَرَّقَتْ بَعْدَ آدَمَ، وَاجْتَمَعَتْ فِي نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَإِبْلِيسِهِ، وَتَفَرَّقَتْ عِنْدَ غَيْبَتِهِمَا، وَاجْتَمَعَتْ فِي هُودٍ وَإِبْلِيسِهِ، وَتَفَرَّقَتْ بَعْدَهُمَا، وَاجْتَمَعَتْ فِي صَالِحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَإِبْلِيسِهِ عَاقِرِ النَّاقَةِ، وَتَفَرَّقَتْ بَعْدَهُمَا، وَاجْتَمَعَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَإِبْلِيسِهِ نَمْرُوذَ، وَتَفَرَّقَتْ لَمَّا غَابَا، وَاجْتَمَعَتْ فِي هَارُونَ وَإِبْلِيسِهِ فِرْعَوْنَ، وَتَفَرَّقَتْ بَعْدَهُمَا، وَاجْتَمَعَتْ (فِي سُلَيْمَانَ وَإِبْلِيسِهِ، وَتَفَرَّقَتْ بَعْدَهُمَا، وَاجْتَمَعَتْ) فِي عِيسَى وَإِبْلِيسِهِ، فَلَمَّا غَابَا تَفَرَّقَتْ فِي تَلَامِيذِ عِيسَى وَأَبَالِسَتِهِمْ، ثُمَّ اجْتَمَعَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَإِبْلِيسِهِ.

ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ يُظْهِرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَكُلِّ مَعْنًى، وَإِنَّهُ فِي كُلِّ أَحَدٍ بِالْخَاطِرِ الَّذِي يَخْطِرُ بِقَلْبِهِ، فَيَتَصَوَّرُ لَهُ مَا يَغِيبُ عَنْهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ يُشَاهِدُهُ، وَإِنَّ اللَّهَ اسْمٌ لِمَعْنًى، وَإِنَّ مَنِ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَهُوَ إِلَهٌ، وَلِهَذَا الْمَعْنَى يَسْتَوْجِبُ كُلُّ أَحَدٍ أَنْ يُسَمَّى إِلَهًا، وَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ مِنْ أَشْيَاعِهِ يَقُولُ: إِنَّهُ رَبٌّ لِمَنْ هُوَ فِي دُونِ دَرَجَتِهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا رَبٌّ لِفُلَانٍ، وَفُلَانٌ رَبٌّ (لِفُلَانٍ وَفُلَانٌ رَبُّ) رَبِّي، حَتَّى يَقَعَ الِانْتِهَاءُ إِلَى ابْنِ أَبِي الْعَزَاقِرِ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّ الْأَرْبَابِ، لَا رُبُوبِيَّةَ بَعْدَهُ.

وَلَا يَنْسُبُونَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - إِلَى عَلِيٍّ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ ; لِأَنَّ مَنِ اجْتَمَعَتْ لَهُ الرُّبُوبِيَّةُ لَا يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ مُوسَى وَمُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْخَائِنِينَ ; لِأَنَّهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّ هَارُونَ أَرْسَلَ مُوسَى، وَعَلِيًّا أَرْسَلَ مُحَمَّدًا، فَخَانَاهُمَا، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا أَمْهَلَ مُحَمَّدًا عِدَّةَ سِنِي أَصْحَابِ الْكَهْفِ، فَإِذَا انْقَضَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ وَهِيَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً، انْتَقَلَتِ الشَّرِيعَةُ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كُلُّ مَنْ مَلَكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>