عَبْدِ اللَّهِ الْبَرِيدِيُّ مُنْهَزِمًا مِنِ ابْنِ رَائِقٍ وَبُجْكُمَ، فَأَطْمَعَ عِمَادُ الدَّوْلَةِ فِي الْعِرَاقِ، وَسَهُلَ عَلَيْهِ مُلْكُهُ، فَسَيَّرَ مَعَهُ أَخَاهُ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ أَبَا الْحُسَيْنِ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ.
ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ مَاكَانَ عَلَى جُرْجَانَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَوْلَى مَاكَانُ بْنُ كَالِي عَلَى جُرْجَانَ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّنَا ذَكَرْنَا أَوَّلًا أَنَّ مَاكَانَ لَمَّا عَادَ مِنْ جُرْجَانَ، أَقَامَ بِنَيْسَابُورَ، وَأَقَامَ بَانْجِينُ بِجُرْجَانَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، خَرَجَ بَانْجِينُ يَلْعَبُ بِالْكُرَةِ، فَسَقَطَ عَنْ دَابَّتِهِ فَوَقَعَ مَيِّتًا.
وَبَلَغَ خَبَرُهُ مَاكَانَ بْنَ كَالِي وَهُوَ بِنَيْسَابُورَ، وَكَانَ قَدِ اسْتَوْحَشَ مَنْ عَارَضَ جَيْشَ خُرَاسَانَ، فَاحْتَجَّ عَلِيُّ [بْنُ] مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ صَاحِبُ الْجَيْشِ بِخُرَاسَانَ بِأَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِهِ قَدْ هَرَبَ مِنْهُ، وَأَنَّهُ قَدْ يَخْرُجُ فِي طَلَبِهِ، فَأَذِنَ لَهُ فِي ذَلِكَ، وَسَارَ عَنْ نَيْسَابُورَ إِلَى أَسْفَرَايِينَ، فَأَنْفَذَ جَمَاعَةً مِنْ عَسْكَرِهِ إِلَى جُرْجَانَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا، فَأَظْهَرَ الْعِصْيَانَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ، وَسَارَ مِنْ أَسْفَرَايِينَ إِلَى نَيْسَابُورَ مُغَافَصَةً، وَبِهَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، فَخَذَلَ مُحَمَّدًا أَصْحَابُهُ وَلَمْ يُعَاوِنُوهُ، وَكَانَ فِي قِلَّةٍ مِنَ الْعَسْكَرِ غَيْرَ مُسْتَعِدٍّ لَهُ، فَسَارَ نَحْوَ سَرْخَسَ، وَعَادَ مَاكَانُ مِنْ نَيْسَابُورَ خَوْفًا مِنِ اجْتِمَاعِ الْعَسَاكِرِ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ.
ذِكْرُ وِزَارَةِ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرٍ لِلْخَلِيفَةِ
وَفِيهَا كَتَبَ ابْنُ رَائِقٍ كِتَابًا عَنِ الرَّاضِي إِلَى أَبِي الْفَتْحِ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْفُرَاتِ يَسْتَدْعِيهِ لِيَجْعَلَهُ وَزِيرًا، وَكَانَ يَتَوَلَّى الْخَرَاجَ بِمِصْرَ وَالشَّامِ، وَظَنَّ ابْنُ رَائِقٍ أَنَّهُ إِذَا اسْتَوْزَرَهُ جَبَى لَهُ أَمْوَالَ الشَّامِ وَمِصْرَ، فَقَدِمَ إِلَى بَغْدَاذَ، وَنُفِّذَتْ لَهُ الْخِلَعُ قَبْلَ وُصُولِهِ، فَلَقِيَتْهُ بِهِيتَ، فَلَبِسَهَا وَدَخَلَ بَغْدَاذَ، وَتَوَلَّى وِزَارَةَ الْخَلِيفَةِ وَوِزَارَةَ ابْنِ رَائِقٍ جَمِيعًا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَلَّدَ الرَّاضِي مُحَمَّدَ بْنَ طُغْجَ أَعْمَالَ مِصْرَ مُضَافًا إِلَى مَا بِيَدِهِ مِنَ الشَّامِ، وَعَزَلَ أَحْمَدَ بْنَ كَيَغْلَغَ عَنْ مِصْرَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute