قَصَبَةِ الْمَوْصِلِ حَسْبُ.
وَأَنْفَذَ ابْنُ حَمْدَانَ قَبْلَ أَنْ يَتَّصِلَ بِهِ خَبَرُ ابْنِ رَائِقٍ، يَطْلُبُ الصُّلْحَ وَيُعَجِّلُ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَفَرِحَ بُجْكُمُ بِذَلِكَ، وَأَنْهَاهُ إِلَى الرَّاضِي، فَأَجَابَ إِلَيْهِ، وَاسْتَقَرَّ الصُّلْحُ بَيْنَهُمْ، وَانْحَدَرَ الرَّاضِي وَبُجْكُمُ إِلَى بَغْدَاذَ. وَكَانَ قَدْ رَاسَلَهُمُ ابْنُ رَائِقٍ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ شَيْرَزَادَ يَلْتَمِسُ الصُّلْحَ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ إِلَى الْمَوْصِلِ وَأَدَّى الرِّسَالَةَ (إِلَى بُجْكُمَ، فَأَكْرَمَهُ بُجْكُمُ وَأَنْزَلَهُ مَعَهُ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ، وَقَدَّمَهُ إِلَى الرَّاضِي فَأَبْلَغَهُ الرِّسَالَةَ أَيْضًا) ، فَأَجَابَهُ الرَّاضِي وَبُجْكُمُ إِلَى مَا طَلَبَ، وَأَرْسَلَ فِي جَوَابِ رِسَالَتِهِ قَاضِيَ الْقُضَاةِ أَبَا الْحُسَيْنِ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَقَلَّدَهُ طَرِيقَ الْفُرَاتِ وَدِيَارَ مُضَرَ: (حَرَّانَ، وَالرُّهَا، وَمَا جَاوَرَهَا) ، وَجُنْدَ قِنَّسْرِينَ، وَالْعَوَاصِمَ، فَأَجَابَ ابْنُ رَائِقٍ أَيْضًا إِلَى هَذِهِ الْقَاعِدَةِ، وَسَارَ عَنْ بَغْدَاذَ إِلَى وَلَايَتِهِ، وَدَخَلَ الرَّاضِي وَبُجْكُمُ بَغْدَاذَ تَاسِعَ رَبِيعٍ الْآخَرِ.
ذِكْرُ وِزَارَةِ الْبَرِيدِيِّ لِلْخَلِيفَةِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ الْوَزِيرُ أَبُو الْفَتْحِ الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْفُرَاتِ بِالرَّمْلَةِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا سَبَبَ مَسِيرِهِ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَتْ وِزَارَتُهُ سَنَةً وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَلَمَّا سَارَ إِلَى الشَّامِ، اسْتَنَابَ بِالْحَضْرَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ النُّقُرِيِّ.
وَكَانَ بُجْكُمُ قَدْ قَبَضَ عَلَى وَزِيرِهِ عَلِيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ طِيَّابٍ، فَاسْتَوْزَرَ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنَ شَيْرَزَادَ، فَسَعَى أَبُو جَعْفَرٍ فِي الصُّلْحِ بَيْنَ بُجْكُمَ وَالْبَرِيدِيِّ، فَتَمَّ ذَلِكَ، ثُمَّ ضَمِنَ الْبَرِيدِيُّ أَعْمَالَ وَاسِطَ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ، ثُمَّ شَرَعَ ابْنُ شَيْرَزَادَ أَيْضًا بَعْدَ مَوْتِ أَبِي الْفَتْحِ الْوَزِيرِ بِالرَّمْلَةِ فِي تَقْلِيدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرِيدِيِّ الْوِزَارَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الرَّاضِي فِي ذَلِكَ، فَأَجَابَ إِلَيْهِ فِي رَجَبٍ، وَاسْتَنَابَ بِالْحَضْرَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute