للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى الْخُرَاسَانِيَّةِ إِنْ عَادُوا إِلَيْهِ، فَأَلَانَ لَهُ وَشْمَكِيرُ الْجَوَابَ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِمَا يُخَالِفُ قَاعِدَتَهُ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ.

ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ عَلَى الرَّيِّ

لَمَّا سَمِعَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ وَأَخُوهُ عِمَادُ الدَّوْلَةِ ابْنَا بُوَيْهِ بِمِلْكِ وَشْمَكِيرَ الرَّيَّ، طَمِعَا فِيهِ ; لِأَنَّ وَشْمَكِيرُ كَانَ قَدْ ضَعُفَ، وَقَلَّتْ رِجَالُهُ وَمَالُهُ بِتِلْكَ الْحَادِثَةِ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ، فَسَارَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ الْحَسَنُ بْنُ بُوَيْهِ إِلَى الرَّيِّ، وَاقْتَتَلَ هُوَ وَوَشْمَكِيرُ، فَانْهَزَمَ وَشْمَكِيرُ، وَاسْتَأْمَنَ كَثِيرٌ مِنْ رِجَالِهِ إِلَى رُكْنِ الدَّوْلَةِ، فَسَارَ وَشْمَكِيرُ إِلَى طَبَرِسْتَانَ، فَقَصَدَهُ الْحَسَنُ بْنُ الْفَيْرُزَانِ، فَاسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ كَثِيرٌ مِنْ عَسْكَرِهِ أَيْضًا، فَانْهَزَمَ وَشْمَكِيرُ إِلَى خُرَاسَانَ.

ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ الْفَيْرُزَانِ رَاسَلَ رُكْنَ الدَّوْلَةِ وَوَاصَلَهُ، فَتَزَوَّجَ (رُكْنُ الدَّوْلَةِ) بِنْتًا لِلْحَسَنِ، فَوَلَدَتْ لَهُ وَلَدَهُ فَخْرَ الدَّوْلَةِ عَلِيًّا.

وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَذْكُرَ هَذِهِ الْحَوَادِثَ بَعْدَ وَفَاةِ السَّعِيدِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا هَاهُنَا ; لِيَتْلُوَ بَعْضُهَا بَعْضًا.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ صُرِفَ بَدْرٌ الْخَرْشَنِيُّ عَنْ حَجَبَةِ الْخَلِيفَةِ، وَجُعِلَ مَكَانَهُ سَلَامَةُ الطُّولُونِيُّ.

وَفِيهَا ظَهَرَ كَوْكَبٌ فِي الْمُحَرَّمِ بِذَنَبٍ عَظِيمٍ فِي أَوَّلِ بُرْجِ الْقَوْسِ، وَآخِرِ بُرْجِ الْعَقْرَبِ بَيْنَ الْغَرْبِ وَالشَّمَالِ، (وَكَانَ رَأْسُهُ فِي الْمَغْرِبِ وَذَنَبُهُ فِي الْمَشْرِقِ، وَكَانَ عَظِيمًا مُنْتَشِرَ الذَّنَبِ، وَبَقِيَ ظَاهِرًا ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَسَارَ فِي الْقَوْسِ وَالْجَدْيِ، ثُمَّ اضْمَحَلَّ) .

وَفِيهَا اشْتَدَّ الْغَلَاءُ لَا سِيَّمَا بِالْعِرَاقِ، وَبِيعَ الْخُبْزُ أَرْبَعَةُ أَرْطَالٍ بِقِيرَاطَيْنِ صَحِيحٍ أَمِيرِيٍّ، وَأَكَلَ الضُّعَفَاءُ الْمَيْتَةَ، وَكَثُرَ الْوَبَاءُ وَالْمَوْتُ جِدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>