للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَالْتَقَى) هُوَ وَأَبُو عَلِيٍّ بِنَيْسَابُورَ، فَانْهَزَمَ نُوحٌ وَعَادَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ، وَاسْتَوْلَى أَبُو عَلِيٍّ عَلَى بُخَارَى، وَإِنَّ أَبَا عَلِيٍّ اسْتَوْحَشَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ فَانْقَبَضَ عَنْهُ. وَجَمَعَ نُوحٌ الْعَسَاكِرَ وَعَادَ إِلَى بُخَارَى، وَحَارَبَ عَمَّهُ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا الْتَقَى الصَّفَّانِ، عَادَ جَمَاعَةٌ مِنْ قُوَّادِ إِبْرَاهِيمَ إِلَى نُوحٍ، وَانْهَزَمَ الْبَاقُونَ، وَأُخِذَ إِبْرَاهِيمُ أَسِيرًا، فَسُمِلَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، سَمَلَهُمْ نُوحٌ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ اصْطَلَحَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَرِيدِيُّ، وَضَمِنَ أَبُو الْقَاسِمِ مَدِينَةَ وَاسِطَ وَأَعْمَالَهَا مِنْهُ.

وَفِيهَا اشْتَدَّ الْغَلَاءُ بِبَغْدَادَ حَتَّى أَكَلَ النَّاسُ الْمَيْتَةَ، وَالْكِلَابَ، وَالسَّنَانِيرَ، وَأُخِذَ بَعْضُهُمْ وَمَعَهُ صَبِيٌّ قَدْ شَوَاهُ لِيَأْكُلَهُ، وَأَكَلَ النَّاسُ خَرُّوبَ الشَّوْكِ (فَأَكْثَرُوا مِنْهُ) ، وَكَانُوا يَسْلُقُونَ حَبَّهُ وَيَأْكُلُونَهُ، فَلِحَقَ النَّاسَ أَمْرَاضٌ وَأَوْرَامٌ فِي أَحْشَائِهِمْ، وَكَثُرَ فِيهِمُ الْمَوْتُ، حَتَّى عَجَزَ النَّاسُ عَنْ دَفْنِ الْمَوْتَى، فَكَانَتِ الْكِلَابُ تَأْكُلُ لُحُومَهُمْ، وَانْحَدَرَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَاذَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَمَاتَ أَكْثَرُهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَمَنْ وَصَلَ مِنْهُمْ، مَاتَ بَعْدَ مُدَيْدَةٍ يَسِيرَةٍ، وَبِيعَتِ الدُّورُ وَالْعَقَارُ بِالْخُبْزِ، فَلَمَّا دَخَلَتِ الْغَلَّاتُ انْحَلَّ السِّعْرُ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ الْوَزِيرُ وَلَهُ تِسْعُونَ سَنَةً، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ أَخْبَارِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى دِينِهِ وَكِفَايَتِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>