نَاصِرُ الدَّوْلَةِ مِنَ الْحَدِيثَةِ إِلَى السِّنِّ، فَاجْتَمَعَ هُنَاكَ بِعَسْكَرِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ، وَفِيهِمْ وَزِيرُهُ أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْمَرِيُّ، وَسَارُوا بِأَسْرِهِمْ إِلَى الْحَدِيثَةِ لِقِتَالِ تِكِينَ، فَالْتَقَوْا بِهَا، وَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ تِكِينُ وَالْأَتْرَاكُ بَعْدَ أَنْ كَادُوا يَسْتَظْهِرُونَ، فَلَمَّا انْهَزَمُوا، تَبِعَهُمُ الْعَرَبُ مِنْ أَصْحَابِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ، فَأَدْرَكُوهُمْ وَأَكْثَرُوا الْقَتْلَ فِيهِمْ، وَأَسَرُوا تِكِينَ الشِّيرَازِيَّ وَحَمَلُوهُ إِلَى نَاصِرِ الدَّوْلَةِ، فَسَمَلَهُ فِي الْوَقْتِ فَأَعْمَاهُ، وَحَمَلَهُ إِلَى قَلْعَةٍ مِنْ قِلَاعِهِ فَسَجَنَهُ بِهَا.
وَسَارَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ وَالصَّيْمَرِيُّ (إِلَى الْمَوْصِلِ فَنَزَلُوا شَرْقِيَّهَا، وَرَكِبَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ إِلَى خَيْمَةِ الصَّيْمَرِيِّ) ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى الْمَوْصِلِ، وَلَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ. فَحُكِيَ عَنْ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ أَنَّهُ قَالَ: نَدِمْتُ حِينَ دَخَلْتُ خَيْمَتَهُ، فَبَادَرْتُ وَخَرَجْتُ.
وَحُكِيَ عَنِ الصَّيْمَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ مِنْ عِنْدِي، نَدِمْتُ حَيْثُ لَمْ أَقْبِضْ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَسَلَّمَ الصَّيْمَرِيُّ بْنُ شَيْرَزَادَ مِنْ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ أَلْفَ كَرٍّ حِنْطَةً وَشَعِيرًا وَغَيْرَ ذَلِكَ.
ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ عَلَى الرَّيِّ
لَمَّا كَانَ مِنْ عَسَاكِرِ خُرَاسَانَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الِاخْتِلَافِ، وَعَادَ أَبُو عَلِيٍّ إِلَى خُرَاسَانَ، رَجَعَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ إِلَى الرَّيِّ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَعَلَى سَائِرِ أَعْمَالِ الْجَبَلِ، وَأَزَالَ عَنْهَا الْخُرَاسَانِيَّةَ، وَعَظُمَ مُلْكُ بَنِي بُوَيْهِ، فَإِنَّهُمْ صَارَ بِأَيْدِيهِمْ أَعْمَالُ الرَّيِّ، وَالْجَبَلِ، وَفَارِسَ، وَالْأَهْوَازِ، وَالْعِرَاقِ، وَيُحْمَلُ إِلَيْهِمْ ضَمَانُ الْمَوْصِلِ، وَدِيَارُ بَكْرٍ، وَدِيَارُ مُضَرَ (مِنَ الْجَزِيرَةِ) .
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ اخْتَلَفَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ بْنُ بُوَيْهِ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْبَرِيدِيِّ وَالِي الْبَصْرَةِ، فَأَرْسَلَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ جَيْشًا إِلَى وَاسِطَ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِمُ ابْنُ الْبَرِيدِيِّ جَيْشًا مِنَ الْبَصْرَةِ فِي الْمَاءِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute