وَمُعِزِّ الدَّوْلَةِ، وَأَحْضَرَ مَعَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَأَنْفَذَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ الْفَيْرُزَانِ عَسْكَرًا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مَاكَانَ، فَلَمَّا كَثُرَ جَمْعُهُ قَبَضَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِمَّنْ كَانَ يَتَّهِمُهُمْ مِنْ قُوَّادِهِ وَسَارَ إِلَى قَزْوِينَ، فَعَلِمَ الْمَرْزُبَانُ عَجْزَهُ عَنْهُ، وَأَنِفَ مِنَ الرُّجُوعِ، فَالْتَقَيَا، فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ الْمَرْزُبَانِ، وَأُخِذَ أَسِيرًا، وَحُمِلَ إِلَى سُمَيْرِمَ فَحُبِسَ بِهَا، وَعَادَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ، وَنَزَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِنَوَاحِي أَذْرَبِيجَانَ.
وَأَمَّا أَصْحَابُ الْمَرْزُبَانِ فَإِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسَافِرٍ، وَوَلُّوهُ أَمْرَهُمْ، فَهَرَبَ مِنْهُ ابْنُهُ وَهْسُوذَانُ إِلَى حِصْنٍ لَهُ، فَأَسَاءَ مُحَمَّدُ السِّيرَةَ مَعَ الْعَسْكَرِ، فَأَرَادُوا قَتْلَهُ، فَهَرَبَ إِلَى ابْنِهِ وَهْسُوذَانَ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ تَحَيَّرَ وَهْسُوذَانُ فِي أَمْرِهِ، فَاسْتَدْعَى دَيْسَمَ الْكُرْدِيَّ لِطَاعَةِ الْأَكْرَادِ لَهُ، وَقَوَّاهُ، وَسَيَّرَهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَالْتَقَيَا، فَانْهَزَمَ دَيْسَمُ، وَقَوِيَ ابْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَأَقَامَ بِنَوَاحِي أَذْرَبِيجَانَ يَجْبِي أَمْوَالَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرَّيِّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَكَاتَبَ الْأَمِيرَ نُوحًا، وَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً، وَسَأَلَهُ الصَّفْحَ، فَقَبِلَ عُذْرَهُ، وَكَاتَبَ وَشْمَكِيرَ بِمُهَادَنَتِهِ، فَهَادَنَهُ، ثُمَّ عَادَ مُحَمَّدٌ إِلَى طُوسَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ [وَثَلَاثِمِائَةٍ] لَمَّا خَرَجَ مَنْصُورٌ إِلَى الرَّيِّ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ بْنُ حَمْدَانَ إِلَى بَلَدِ الرُّومِ، فَلَقِيَهُ الرُّومُ، وَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ، وَأَخَذَ الرُّومُ مَرْعَشَ، وَأَوْقَعُوا بِأَهْلِ طَرَسُوسَ.
وَفِيهَا قَبَضَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ عَلَى أَسْفَهْدُوَسْتَ، وَهُوَ خَالُ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ مِنْ أَكَابِرِ قُوَّادِهِ، وَأَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْهِ.
وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ الدَّالَّةَ عَلَيْهِ، وَيَعِيبُهُ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَفْعَالِهِ، وَنُقِلَ عَنْهُ أَنَّهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute