للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْأَمِيرِ الْحَمِيدِ، وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ، كَرِيمَ الْأَخْلَاقِ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ، مَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، (وَكَانَ قَدِ اسْتَعْمَلَ بَكْرَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جُيُوشِ خُرَاسَانَ، كَمَا ذَكَرْنَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَسِيرَ بَكْرٌ إِلَى خُرَاسَانَ، فَقَامَ بَكْرٌ بِأَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ) بْنِ نُوحٍ، وَقَرَّرَ أَمْرَهُ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ حَالُهُ وَثَبَّتَ مُلْكَهُ، أَمَرَ بَكْرًا بِالْمَسِيرِ إِلَى خُرَاسَانَ، فَسَارَ إِلَيْهَا، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ.

ذِكْرُ غَزَاةٍ لِسَيْفِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، غَزَا سَيْفُ الدَّوْلَةِ بْنُ حَمْدَانَ بِلَادَ الرُّومِ، فَقَتَلَ وَأَسَرَ، وَسَبَى وَغَنِمَ، وَكَانَ فِيمَنْ قُتِلَ قُسْطَنْطِينُ بْنُ الدُّمُسْتُقِ، فَعَظُمَ الْأَمْرُ عَلَى الرُّومِ، وَعَظُمَ الْأَمْرُ عَلَى الدُّمُسْتُقِ، فَجَمَعَ عَسَاكِرَهُ مِنَ الرُّومِ وَالرُّوسِ وَالْبُلْغَارِ وَغَيْرِهِمْ وَقَصَدَ الثُّغُورَ، فَسَارَ إِلَيْهِ سَيْفُ الدَّوْلَةِ بْنُ حَمْدَانَ، فَالْتَقَوْا عِنْدَ الْحَدَثِ فِي شَعْبَانَ، فَاشْتَدَّ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - نَصَرَ الْمُسْلِمِينَ، فَانْهَزَمَ الرُّومُ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ وَمِمَّنْ مَعَهُمْ خَلْقٌ عَظِيمٌ، وَأُسِرَ صِهْرُ الدُّمُسْتُقِ وَابْنِ ابْنَتِهِ وَكَثِيرٌ مِنْ بَطَارِقَتِهِ، وَعَادَ الدُّمُسْتُقُ مَهْزُومًا مَسْلُولًا.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ بِخُرَاسَانَ وَالْجِبَالِ وَبَاءٌ عَظِيمٌ، هَلَكَ فِيهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً.

وَفِيهَا صُرِفَ الْأَبْرَعَاجِيُّ عَنْ شُرْطَةِ بَغْدَاذَ، وَصُودِرَ عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَرُتِّبَ مَكَانُهُ بَكْبِيكُ نَقِيبُ الْأَتْرَاكِ.

وَفِيهَا سَارَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ إِلَى جُرْجَانَ وَمَعَهُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ مُحْتَاجٍ، فَدَخَلَهَا بِغَيْرِ حَرْبٍ، وَانْصَرَفَ وَشْمَكِيرُ عَنْهَا إِلَى خُرَاسَانَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>