للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مَضَتْ مِنْ مُلْكِ أَنُوشِرْوَانَ، وَوُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ مِنْ مُلْكِهِ.

قَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: مَلَكَ الْعَرَبَ مِنْ قِبَلِ مُلُوكِ الْفُرْسِ بَعْدَ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَخُوهُ الْمُنْذِرُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ مَلَكَ بَعْدَهُ النُّعْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ أَرْبَعَ سِنِينَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ أَبُو يَعْفُرَ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيٍّ اللَّخْمِيُّ ثَلَاثَ سِنِينَ، ثُمَّ مَلَكَ الْمُنْذِرُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ الْبَدْءِ وَلُقِّبَ ذَا الْقَرْنَيْنِ لِضَفِيرَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ، وَأُمُّهُ مَاءُ السَّمَاءِ، وَهِيَ مَاوِيَّةُ ابْنَةُ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، تِسْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ مَلَكَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الْمُنْذِرِ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً.

قَالَ: وَلِثَمَانِي سِنِينَ وَثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ مِنْ وِلَايَتِهِ وُلِدَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَذَلِكَ أَيَّامَ أَنُوشِرْوَانَ عَامَ الْفِيلِ.

فَلَمَّا دَانَتْ لِكِسْرَى بِلَادُ الْيَمَنِ وَجَّهَ إِلَى سَرَنْدِيبَ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ، وَهِيَ أَرْضُ الْجَوْهَرِ، قَائِدًا مِنْ قُوَّادِهِ مِنْ جُنْدٍ كَثِيفٍ، فَقَاتَلَ مَلِكَهَا، فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَحَمَلَ إِلَى كِسْرَى مِنْهَا أَمْوَالًا عَظِيمَةً وَجَوَاهِرَ كَثِيرَةً.

وَلَمْ يَكُنْ بِبِلَادِ فَارِسَ بَنَاتُ آوَى، فَجَاءَتْ إِلَيْهَا مِنْ بِلَادِ التُّرْكِ فِي مُلْكِ كِسْرَى أَنُوشِرْوَانَ، فَشَقَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَأَحْضَرَ مُوبَذَانْ مُوبَذْ وَقَالَ لَهُ: قَدْ بَلَغَنَا تَسَاقُطُ هَذِهِ السِّبَاعِ إِلَى بِلَادِنَا وَقَدْ تَعَاظَمْنَا ذَلِكَ، فَأَخْبِرْنَا بِرَأْيِكَ فِيهَا. فَقَالَ: سَمِعْتُ فُقَهَاءَنَا يَقُولُونَ: مَتَى لَمْ يَغْلِبِ الْعَدْلُ الْجَوْرَ فِي الْبِلَادِ بَلْ جَارَ أَهْلُهَا، غَزَاهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ وَأَتَاهُمْ مَا يَكْرَهُونَ. فَلَمْ يَلْبَثْ كِسْرَى أَنْ أَتَاهُ أَنَّ فِتْيَانًا مِنَ التُّرْكِ قَدْ غَزَوْا أَقْصَى بِلَادِهِ، فَأَمَرَ وُزَرَاءَهُ وَعُمَّالَهُ أَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>