الدُّمُسْتُقُ: انْزِلْ عَلَى الْقَلْعَةِ فَحَاصِرْهَا، فَإِنَّنِي مُقِيمٌ بِعَسْكَرِي عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، فَتَقَدَّمَ ابْنُ أُخْتِ الْمَلِكِ إِلَى الْقَلْعَةِ، وَمَعَهُ سَيْفٌ وَتُرْسٌ، وَتَبِعَهُ الرُّومُ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ بَابِ الْقَلْعَةِ، أُلْقِيَ عَلَيْهِ حَجَرٌ فَسَقَطَ، وَرُمِيَ بِخَشَبٍ فَقُتِلَ، فَأَخَذَهُ أَصْحَابُهُ وَعَادُوا إِلَى الدُّمُسْتُقِ، فَلَمَّا رَآهُ قَتِيلًا، قَتَلَ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَسْرَى الْمُسْلِمِينَ، وَكَانُوا أَلْفًا وَمِائَتَيْ رَجُلٍ، وَعَادَ إِلَى بِلَادِهِ، وَلَمْ يَعْرِضْ لِسَوَادِ حَلَبَ، وَأَمَرَ أَهْلَهُ بِالزِّرَاعَةِ وَالْعِمَارَةِ لِيَعُودَ إِلَيْهِمْ بِزَعْمِهِ.
ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهِ عَلَى طَبَرِسْتَانَ وَجُرْجَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي الْمُحَرَّمِ، سَارَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ إِلَى طَبَرِسْتَانَ، وَبِهَا وَشْمَكِيرُ، فَنَزَلَ عَلَى مَدِينَةِ سَارِيَةَ فَحَصَرَهَا وَمَلَكَهَا، فَفَارَقَ حِينَئِذٍ وَشْمَكِيرُ طَبَرِسْتَانَ وَقَصَدَ جُرْجَانَ، (فَأَقَامَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ بِطَبَرِسْتَانَ إِلَى أَنْ مَلَكَهَا كُلَّهَا، وَأَصْلَحَ أُمُورَهَا، وَسَارَ فِي طَلَبِ وَشْمَكِيرَ إِلَى جُرْجَانَ) ، فَأَزَاحَ وَشْمَكِيرَ عَنْهَا، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَاسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ مِنْ عَسْكَرِ وَشْمَكِيرَ ثَلَاثَةُ آلَافِ رَجُلٍ، فَازْدَادَ قُوَّةً، وَازْدَادَ وَشْمَكِيرُ ضَعْفًا وَوَهْنًا، فَدَخَلَ بِلَادَ الْجَبَلِ.
ذِكْرُ مَا كُتِبَ عَلَى مَسَاجِدِ بَغْدَاذَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ، كَتَبَ عَامَّةُ الشِّيعَةِ بِبَغْدَاذَ بِأَمْرِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ عَلَى الْمَسَاجِدِ مَا هَذِهِ صُورَتُهُ: لَعَنَ اللَّهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَعَنَ مَنْ غَصَبَ فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَدْكًا، وَمَنْ مَنَعَ مِنْ أَنْ يُدْفَنَ الْحَسَنُ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمَنْ نَفَى أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ، وَمَنْ أَخْرَجَ الْعَبَّاسَ مِنَ الشُّورَى، فَأَمَّا الْخَلِيفَةُ فَكَانَ مَحْكُومًا عَلَيْهِ لَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute