للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِثْلَ الْبِيضِ مِنَ الْجُنْدِ، فَامْتَنَعَ الْبِيضُ مِنْ ذَلِكَ، وَوَقَعَ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ، فَظَهَرَ الزِّنْجُ عَلَيْهِمْ، فَسَكَنُوا، وَاتَّفَقُوا مَعَ الزِّنْجِ وَأَخْرَجُوا عَبْدَ الْوَهَّابِ مِنَ الْبَلَدِ، فَاسْتَقَرَّ فِي الْإِمَارَةِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ.

ثُمَّ إِنَّ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ سَارَ إِلَى وَاسِطَ لِحَرْبِ عِمْرَانَ بْنِ شَاهِينَ، وَلِإِرْسَالِ جَيْشٍ إِلَى عُمَانَ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى وَاسِطَ قَدِمَ عَلَيْهِ نَافِعٌ الْأَسْوَدُ الَّذِي كَانَ صَاحِبَ عُمَانَ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِ، وَأَقَامَ لِلْفَرَاغِ مِنْ أَمْرِ عِمْرَانَ بْنِ شَاهِينَ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

وَانْحَدَرَ مِنْ وَاسِطَ إِلَى الْأُبُلَّةِ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَأَقَامَ بِهَا يُجَهِّزُ الْجَيْشَ وَالْمَرَاكِبَ لِيَسِيرُوا إِلَى عُمَانَ، فَفَرَغَ مِنْهُ، وَسَارُوا مُنْتَصَفَ شَوَّالٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ أَبَا الْفَرَجِ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ بْنِ فَسَانْجِسَ، وَكَانُوا فِي مِائَةِ قِطْعَةٍ، فَلَمَّا كَانُوا بِسِيرَافَ انْضَمَّ إِلَيْهِمُ الْجَيْشُ الَّذِي جَهَّزَهُ عَضُدُ الدَّوْلَةِ مِنْ فَارِسَ نَجْدَةً لِعَمِّهِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ، فَاجْتَمَعُوا وَسَارُوا إِلَى عُمَانَ، وَدَخَلَهَا تَاسِعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَخَطَبَ لِمُعِزِّ الدَّوْلَةِ فِيهَا، وَقَتَلَ مِنْ أَهْلِهَا مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وَأُحْرِقَتْ مَرَاكِبُهُمْ، وَهِيَ تِسْعَةٌ وَثَمَانُونَ مَرْكَبًا.

ذِكْرُ هَزِيمَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ انْهَزَمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ عَنْ أَذْرَبِيجَانَ إِلَى الرَّيِّ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا انْهَزَمَ مِنْ جَسْتَانَ بْنِ شَرْمَزَنَ، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، قَصَدَ أَرْمِينِيَّةَ، وَشَرَعَ يَسْتَعِدُّ وَيَتَجَهَّزُ لِلْعَوْدِ إِلَى أَذْرَبِيجَانَ، وَكَانَتْ مُلُوكُ أَرْمِينِيَّةَ مِنَ الْأَرْمَنِ وَالْأَكْرَادِ، وَرَاسَلَ جَسْتَانَ بْنَ شَرْمَزَنَ وَأَصْلَحَهُ، فَأَتَاهُ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ.

وَاتُّفِقَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ ابْنَ عَمِّهِ وَهْسُوذَانَ تُوُفِّيَ، فَسَارَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى أَرْدَبِيلَ فَمَلَكَهَا، وَانْصَرَفَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَسِيكِيَّ إِلَى وَهْسُوذَانَ، وَصَارَ مَعَهُ، وَسَارَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى عَمِّهِ وَهْسُوذَانَ يُطَالِبُهُ بِثَأْرِ إِخْوَتِهِ، فَخَافَهُ عَمُّهُ وَهْسُوذَانُ، وَسَارَ هُوَ وَابْنُ مَسِيكِيَّ إِلَى بَلَدِ الدَّيْلَمِ، وَاسْتَوْلَى إِبْرَاهِيمُ عَلَى أَعْمَالِ عَمِّهِ، وَخَبَطَ أَصْحَابَهُ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ الَّتِي ظَفِرَ بِهَا.

وَجَمَعَ وَهْسُوذَانُ الرِّجَالَ وَعَادَ إِلَى قَلْعَتِهِ بِالطَّرْمِ، وَسَيَّرَ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ مَسِيكِيَّ فِي الْجُيُوشِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَلَقِيَهُمْ إِبْرَاهِيمُ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، وَانْهَزَمَ إِبْرَاهِيمُ وَتَبِعَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>