الْمَوْصِلِ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَحْدَاثِ حَرَّانَ، وَسَبَبُ سُرْعَةِ عَوْدِهِ أَنَّ بَنِي نُمَيْرٍ عَاثُوا فِي بَلَدِ الْمَوْصِلِ، وَقَتَلُوا الْعَامِلَ بِبَرْقَعِيدَ، فَعَادَ إِلَيْهِمْ لِيَكْفِيَهُمْ.
ذِكْرُ قَتْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ إِلْيَاسَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ إِلْيَاسَ الَّذِي كَانَ وَالِدُهُ صَاحِبَ كَرْمَانَ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ ذَكَرَ لِلْأَمِيرِ مَنْصُورِ بْنِ نُوحٍ صَاحِبِ خُرَاسَانَ أَنَّ أَهْلَ كَرْمَانَ مِنَ الْقُفْصِ وَالْبِلَّوْصِ مَعَهُ وَفِي طَاعَتِهِ، (وَأَطْمَعَهُ فِي كَرْمَانَ، فَسَيَّرَ مَعَهُ عَسْكَرًا إِلَيْهَا، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا وَافَقَهُ الْقُفْصُ وَالْبِلَّوْصُ) وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْأُمَمِ الْمُفَارِقَةِ لِطَاعَةِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ، فَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ، وَعَظُمَ جَمْعُهُ، فَلَقِيَهُ كُورْكِيرُ بْنُ جَسْتَانَ، خَلِيفَةُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بِكَرْمَانَ، وَحَارَبَهُ، فَقُتِلَ سُلَيْمَانُ وَابْنَا أَخِيهِ إِلْيَسَعَ، وَهُمَا بَكْرٌ وَالْحُسَيْنُ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ مِنَ الْقُوَّادِ وَالْخُرَاسَانِيَّةِ، وَحُمِلَتْ رُءُوسُهُمْ إِلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ بِشِيرَازَ، فَسَيَّرَهَا إِلَى أَبِيهِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ، فَأَخَذَ مِنْهُمْ جَمَاعَةً كَثِيرَةً أَسْرَى.
ذِكْرُ الْفِتْنَةِ بِصِقِلِّيَّةَ
وَفِي السَّنَةِ اسْتَعْمَلَ الْمُعِزُّ لِدِينِ اللَّهِ (الْخَلِيفَةُ الْعَلَوِيُّ) ، عَلَى جَزِيرَةِ صِقِلِّيَّةَ، يَعِيشَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، فَجَمَعَ الْقَبَائِلَ فِي دَارِ الصِّنَاعَةِ فَوَقَعَ الشَّرُّ بَيْنَ مَوَالِي كُتَامَةَ (وَالْقَبَائِلِ، فَاقْتَتَلُوا) ، فَقُتِلَ مِنْ (مَوَالِي كُتَامَةَ كَثِيرٌ، وَقُتِلَ مِنَ) الْمَوَالِي بِنَاحِيَةِ سَرَقُوسَةَ جَمَاعَةٌ.
وَازْدَادَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ، وَتَمَكَّنَتِ الْعَدَاوَةُ، وَسَعَى يَعِيشُ فِي الصُّلْحِ، فَلَمْ يُوَافِقُوهُ، وَتَطَاوَلَ أَهْلُ الشَّرِّ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، (وَنَهَبُوا) وَأَفْسَدُوا، وَاسْتَطَالُوا عَلَى أَهْلِ (الْمَرَاعِي، وَاسْتَطَالُوا عَلَى أَهْلِ) الْقِلَاعِ الْمُسْتَأْمَنَةِ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى الْمُعِزِّ، فَعَزَلَ يَعِيشَ، وَاسْتَعْمَلَ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ نِيَابَةً عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ، فَسَارَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا وَصَلَ فَرِحَ بِهِ النَّاسُ، وَزَالَ الشَّرُّ مِنْ بَيْنِهِمْ، وَاتَّفَقُوا عَلَى طَاعَتِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute