الْفَضْلِ، وَأَمْوَالِ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا فَنِيَ ذَلِكَ عَادَ إِلَى ظُلْمِ الرَّعِيَّةِ، فَانْتَشَرَتِ الْأُمُورُ عَلَى يَدِهِ، وَخَرِبَتِ النَّوَاحِي، وَظَهَرَ الْعَيَّارُونَ، وَعَمِلُوا مَا أَرَادُوا، وَزَادَ الِاخْتِلَافُ بَيْنَ الْأَتْرَاكِ وَبَيْنَ بَخْتِيَارَ، فَشَرَعَ ابْنُ بَقِيَّةَ فِي إِصْلَاحِ الْحَالِ مَعَ بَخْتِيَارَ وَسُبُكْتِكِينَ، فَاصْطَلَحُوا، وَكَانَتْ هُدْنَةً عَلَى دَخَنٍ وَرَكِبَ سُبُكْتِكِينُ إِلَى بَخْتِيَارَ وَمَعَهُ الْأَتْرَاكُ، فَاجْتَمَعَ بِهِ، ثُمَّ عَادَ الْحَالُ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْفَسَادِ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ دَيْلَمِيًّا اجْتَازَ بِدَارِ سُبُكْتِكِينَ وَهُوَ سَكْرَانُ، فَرَمَى الرَّوْشَنَ بِزُوبَيْنِ فِي يَدِهِ، فَأَثْبَتَهُ فِيهِ، وَأَحَسَّ بِهِ سُبُكْتِكِينُ، فَصَاحَ بِغِلْمَانِهِ فَأَخَذُوهُ، وَظَنَّ سُبُكْتِكِينُ أَنَّهُ قَدْ وُضِعَ عَلَى قَتْلِهِ، فَقَرَّرَهُ فَلَمْ يَعْتَرِفْ، وَأَنْفَذَهُ إِلَى بَخْتِيَارَ وَعَرَّفَهُ الْحَالَ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، فَقَوِيَ ظَنُّ سُبُكْتِكِينَ أَنَّهُ كَانَ وَضْعُهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا قَتَلَهُ لِئَلَّا يُفْشِيَ ذَلِكَ، وَتَحَرَّكَ الدَّيْلَمُ بِقَتْلِهِ، وَحَمَلُوا السِّلَاحَ، ثُمَّ أَرْضَاهُمْ بَخْتِيَارُ فَرَجَعُوا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ، أَرْسَلَ عِزُّ الدَّوْلَةِ بَخْتِيَارُ الشَّرِيفَ أَبَا أَحْمَدَ الْمُوسَوِيَّ، وَالِدَ الرَّضِيِّ وَالْمُرْتَضِي، فِي رِسَالَةٍ إِلَى أَبِي تَغْلِبَ بْنِ حَمْدَانَ بِالْمَوْصِلِ، فَمَضَى إِلَيْهِ، وَعَادَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُخَرِّمِيُّ الصُّوفِيُّ صَاحِبُ الشِّبْلِيِّ بِمَكَّةَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute