يَشُكُّ الْمَكْتُوبُ عَنْهُ أَنَّهُ خَطُّهُ، وَكَانَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ إِذَا أَرَادَ الْإِيقَاعَ بَيْنَ الْمُلُوكِ أَمَرَهُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَى خَطِّ بَعْضِهِمْ إِلَيْهِ فِي الْمُوَافَقَةِ عَلَى مَنْ يُرِيدُ إِفْسَادَ الْحَالِ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ يَتَوَصَّلُ لِيَصِلَ الْمَكْتُوبُ إِلَيْهِ، فَيَفْسُدُ الْحَالُ. وَكَانَ هَذَا الْأَحْدَبُ رُبَّمَا خُتِمَتْ يَدُهُ لِهَذَا السَّبَبِ.
وَفِيهَا زَادَتِ الْفُرَاتُ زِيَادَةً عَظِيمَةً جَاوَزَتِ الْمَأْلُوفَ، وَغَرِقَ كَثِيرٌ مِنَ الْغَلَّاتِ، وَتَمَرَّدَتِ الصَّرَاةُ، وَخَرِبَتْ قَنَاطِرُهَا الْعَتِيقَةُ الْجَدِيدَةُ، وَأَشْفَى أَهْلُ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ مِنْ بَغْدَاذَ عَلَى الْغَرَقِ، وَبَقِيَتِ الزِّيَادَةُ بِهَا وَبِدِجْلَةَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ نَقَصَتْ.
وَفِيهَا زُفَّتِ ابْنَةُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ إِلَى الْخَلِيفَةِ الطَّائِعِ، وَمَعَهَا مِنَ الْجَوَاهِرِ شَيْءٌ لَا يُحْصَى.
وَفِيهَا وَرَدَ عَلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ هَدِيَّةٌ مِنْ صَاحِبِ الْيَمَنِ فِيهَا قِطْعَةٌ وَاحِدَةٌ [مِنْ] عَنْبَرٍ وَزْنُهَا سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ، رِطْلًا وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ، وَخَطَبَ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لِلْعَزِيزِ بِاللَّهِ صَاحِبِ مِصْرَ الْعَلَوِيِّ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ (أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ) الرَّازِيُّ، إِمَامُ الْفُقَهَاءِ الْحَنَفِيَّةِ فِي زَمَانِهِ، وَطُلِبَ لِيَلِيَ قَضَاءَ الْقُضَاةِ، فَامْتَنَعَ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الْكَرْخِيِّ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُوسَى أَبُو يَعْلَى الْبَغْدَاذِيُّ، سَمِعَ الْبَغَوِيَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute