جَيْشًا كَثِيفًا إِلَيْهِمَا لِيَرُدَّهُمَا إِلَى طَاعَتِهِ، فَلَمَّا صَارَ الْجَيْشُ قُرَيْبَ فَاسَ خَرَجَ إِلَيْهِمْ صَاحِبُهَا زِيرِي بْنُ عَطِيَّةَ الزَّنَاتِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِالْقِرْطَاسِ، فِي عَسَاكِرِهِ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ الْمَنْصُورِ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَأُسِرَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَثَبَتَ قَدَمُهُ فِي وِلَايَتِهِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ بِعُمَانَ طَائِرٌ مِنَ الْبَحْرِ كَبِيرٌ، أَكْبَرُ مِنَ الْفِيلِ، وَوَقَفَ عَلَى تَلٍّ هُنَاكَ، وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَالٍ، وَلِسَانٍ فَصِيحٍ: قَدْ قَرُبَ، قَدْ قَرُبَ، قَدْ قَرُبَ، ثَلَاثًا ثُمَّ غَاصَ فِي الْبَحْرِ، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ غَابَ وَلَمْ يُرَ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَفِيهَا جَدَّدَ صَمْصَامُ الدَّوْلَةِ بِبَغْدَاذَ عَلَى الثِّيَابِ الْإِبْرِيسَمِ وَالْقُطْنِ الْمَبِيعَةِ ضَرِيبَةً مِقْدَارُهَا عُشْرُ الثَّمَنِ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ، وَعَزَمُوا عَلَى قَطْعِ الصَّلَاةِ، وَكَادَ الْبَلَدُ يَفْتَتِنُ، فَأُعْفُوا مِنْ ذَلِكَ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ ابْنُ مُؤَيَّدِ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهٍ، فَجَلَسَ صَمْصَامُ الدَّوْلَةِ لِلْعَزَاءِ، فَأَتَاهُ الطَّائِعُ لِلَّهِ مُعَزِّيًا.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ الْمَشْهُورُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّارَكِيُّ، وَكَانَ رَئِيسَ أَصْحَابِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute