للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى الدَّيْلَمِ، فَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ، وَانْهَزَمَ صَمْصَامُ الدَّوْلَةِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الدَّيْلَمِ، وَكَانُوا أُلُوفًا كَثِيرَةً، وَاسْتَأْمَنَ مِنْهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفَيْ رَجُلٍ، وَغَنِمَ الْأَتْرَاكُ مِنْ أَثْقَالِهِمْ شَيْئًا كَثِيرًا.

وَضَرَبَ طَغَانُ لِلْمُسْتَأْمِنَةِ خِيَمًا يَسْكُنُونَهَا، فَلَمَّا نَزَلُوا اجْتَمَعَ الْأَتْرَاكُ وَتَشَاوَرُوا وَقَالُوا: هَؤُلَاءِ أَكْثَرُ مِنْ عُدَّتِنَا، وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَثُورُوا بِنَا، وَاسْتَقَرَّ رَأْيُهُمْ عَلَى قَتْلِهِمْ، فَلَمْ يَشْعُرِ الدَّيْلَمُ إِلَّا وَقَدْ أُلْقِيَتِ الْخِيَامُ عَلَيْهِمْ، وَوَقَعَ الْأَتْرَاكُ فِيهِمْ بِالْعَمْدِ حَتَّى أَتَوْا عَلَيْهِمْ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ.

وَوَرَدَ الْخَبَرُ عَلَى بَهَاءِ الدَّوْلَةِ، وَهُوَ بِوَاسِطَ، قَدِ اقْتَرَضَ مَالًا مِنْ مُهَذَّبِ الدَّوْلَةِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ سَارَ إِلَى الْأَهْوَازِ، وَكَانَ طَغَانُ وَالْأَتْرَاكُ قَدْ مَلَكُوهَا قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَيْهَا.

وَأَمَّا صَمْصَامُ الدَّوْلَةِ فَإِنَّهُ لَبِسَ السَّوَادَ وَسَارَ إِلَى شِيرَازَ فَدَخَلَهَا، فَغَيَّرَتْ وَالِدَتُهُ مَا عَلَيْهِ مِنَ السَّوَادِ، وَأَقَامَ يَتَجَهَّزُ لِلْعَوْدِ إِلَى أَخِيهِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بِخُوزِسْتَانَ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُقِدَ النِّكَاحُ لِمُهَذَّبِ الدَّوْلَةِ عَلَى ابْنَةِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ، وَلِلْأَمِيرِ أَبِي مَنْصُورٍ بُوَيْهِ بْنِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ عَلَى ابْنَةِ مُهَذَّبِ الدَّوْلَةِ وَكَانَ الصَّدَاقُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِائَةَ أَلْفَ دِينَارٍ.

وَفِيهَا قَبَضَ بَهَاءُ الدَّوْلَةِ عَلَى أَبِي نَصْرٍ خُوَاشَاذَهْ.

وَفِيهَا عَادَ الْحُجَّاجُ مِنَ الثَّعْلَبِيَّةِ، وَلَمْ يَحُجَّ مِنَ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ أَحَدٌ، وَسَبَبُ عَوْدِهِمْ أَنَّ الْأُصَيْفِرَ، أَمِيرَ الْعَرَبِ، اعْتَرَضَهُمْ وَقَالَ: إِنَّ الدَّرَاهِمَ الَّتِي أَرْسَلَهَا السُّلْطَانُ عَامَ أَوَّلَ كَانَتْ نُقْرَةً مَطْلِيَّةً، وَأُرِيدُ الْعِوَضَ فَطَالَتِ الْمُخَاطَبَةُ وَالْمُرَاسَلَةُ وَضَاقَ الْوَقْتُ عَلَى الْحُجَّاجِ فَرَجَعُوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>