للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْكُوفَةُ وَغَيْرُهَا، وَكَانَ ابْتِدَاءُ الْخُطْبَةِ بِالْمَوْصِلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي انْجَلَتْ بِنُورِهِ غَمَرَاتُ الْغَضَبِ. وَانْهَدَّتْ بِقُدْرَتِهِ أَرْكَانُ النَّصْبِ. وَاطَّلَعَ بِنُورِهِ شَمْسُ الْحَقِّ مِنَ الْغَرْبِ.

فَأَرْسَلَ الْقَادِرُ بِاللَّهِ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، الْقَاضِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْبَاقِلَّانِيِّ إِلَى بَهَاءِ الدَّوْلَةِ يُعَرِّفُهُ ذَلِكَ، وَأَنَّ الْعَلَوِيِّينَ وَالْعَبَّاسِيِّينَ انْتَقَلُوا مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى بَغْدَاذَ، فَأَكْرَمَ بَهَاءُ الدَّوْلَةِ الْقَاضِيَ أَبَا بَكْرٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَمِيدِ الْجُيُوشِ يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى حَرْبِ قِرْوَاشٍ، وَأَطْلَقَ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ يُنْفِقُهَا فِي الْعَسْكَرِ، وَخَلَعَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ، وَوَلَّاهُ قَضَاءَ عُمَانَ وَالسَّوَاحِلِ. وَسَارَ عَمِيدُ الْجُيُوشِ إِلَى حَرْبِ قِرْوَاشٍ فَأَرْسَلَ يَعْتَذِرُ، وَقَطَعَ خُطْبَةَ الْعَلَوِيِّينَ وَأَعَادَ خُطْبَةَ الْقَادِرِ بِاللَّهِ.

ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ بَنِي مَزْيَدٍ وَبَنِي دُبَيْسٍ

كَانَ أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ مَزْيَدٍ مُقِيمًا عِنْدَ بَنِي دُبَيْسٍ فِي جَزِيرَتِهِمْ، بِنَوَاحِي خُوزِسْتَانَ، لِمُصَاهَرَةٍ بَيْنَهُمْ، فَقَتَلَ أَبُو الْغَنَائِمِ أَحَدَ وُجُوهِهِمْ، وَلَحِقَ بِأَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مَزْيَدٍ، فَتَبِعُوهُ فَلَمْ يُدْرِكُوهُ، وَانْحَدَرَ إِلَيْهِمْ سَنَدُ الدَّوْلَةِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَزْيَدٍ فِي أَلْفَيْ فَارِسٍ، وَاسْتَنْجَدَ عَمِيدُ الْجُيُوشِ، فَانْحَدَرَ إِلَيْهِ عَجِلًا فِي زَبْزَبَةٍ فِي ثَلَاثِينَ دَيْلَمِيًّا، وَسَارَ ابْنُ مَزْيَدٍ إِلَيْهِمْ فَلَقِيَهُمْ، وَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَ أَبُو الْغَنَائِمِ، وَانْهَزَمَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَزْيَدٍ، فَوَصَلَ الْخَبَرُ بِهَزِيمَتِهِ إِلَى عَمِيدِ الْجُيُوشِ وَهُوَ مُنْحَدِرٌ فَعَادَ.

ذِكْرُ وَفَاةِ عَمِيدِ الْجُيُوشِ وَوِلَايَةِ فَخْرِ الْمُلْكِ الْعِرَاقَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ عَمِيدُ الْجُيُوشِ أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَسْتَاذِ هُرْمُزَ بِبَغْدَاذَ، وَكَانَتْ

<<  <  ج: ص:  >  >>