للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعَاثُوا، فَقَبَضَ ذُو السَّعَادَتَيْنِ عَلَى نَفَرٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ وَاسْتَحْلَفَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْأَذَى، فَأَشَارَ كَاتِبٌ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ دَقُوقَا عَلَى سُلْطَانِ بْنِ ثِمَالٍ بِالْقَبْضِ عَلَى ذِي السَّعَادَتَيْنِ، وَأَنْ يُظْهِرَ أَنَّ عُقَيْلًا قَدْ أَغَارُوا، فَإِذَا خَرَجَ عَسْكَرُ ذِي السَّعَادَتَيْنِ انْفَرَدَ بِهِ فَأَخَذَهُ. فَوَصَلَ إِلَى ذِي السَّعَادَتَيْنِ الْخَبَرُ.

ثُمَّ إِنَّ سُلْطَانًا أَرْسَلَ إِلَيْهِ يَقُولُ لَهُ إِنَّ عُقَيْلًا قَدْ قَارَبُوا الْأَنْبَارَ، وَيَطْلُبُ مِنْهُ إِنْفَاذَ الْعَسْكَرِ، فَقَالَ ذُو السَّعَادَتَيْنِ: أَنَا أَرْكَبُ وَآخُذُ الْعَسَاكِرَ ثُمَّ دَافَعَهُ إِلَى أَنْ فَاتَ وَقْتُ السَّيْرِ، فَانْتَقَضَ عَلَى سُلْطَانٍ مَا دَبَّرَهُ، فَأَرْسَلَ يَقُولُ: قَدْ أَخَذْتُ جَمَاعَةً مِنْ عُقَيْلٍ، ثُمَّ إِنَّ ذَا السَّعَادَتَيْنِ صَنَعَ طَعَامًا كَثِيرًا، وَحَضَرَ عِنْدَهُ سُلْطَانٌ وَكَاتِبُهُ النَّصْرَانِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَعْيَانِ خَفَاجَةَ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِقَتْلِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ، وَقَبَضَ عَلَى سُلْطَانٍ وَكَاتِبِهِ وَجَمَاعَتِهِ، وَنَهَبَ بُيُوتَهُمْ وَمَا فِيهَا، وَحَبَسَ سُلْطَانًا وَمَنْ مَعَهُ بِبَغْدَاذَ، حَتَّى شَفَعَ فِيهِمْ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَزْيَدٍ، وَبَذَلَ مَالًا عَنْهُمْ فَأُطْلِقُوا. وَذَكَرَ ابْنُ نُبَاتَةَ وَغَيْرُهُ هَذِهِ الْحَادِثَةَ.

ذِكْرُ الْقَدْحِ فِي نَسَبِ الْعَلَوِيِّينَ الْمِصْرِيِّينَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ كُتِبَ بِبَغْدَاذَ مَحْضَرٌ يَتَضَمَّنُ الْقَدْحَ فِي نَسَبِ الْعَلَوِيِّينَ خُلَفَاءِ مِصْرَ، وَكَتَبَ فِيهِ الْمُرْتَضَى وَأَخُوهُ الرَّضِيُّ، وَابْنُ الْبَطْحَاوِيُّ الْعَلَوِيُّ، وَابْنُ الْأَزْرَقِ الْمُوسَوِيُّ، وَالزَّكِيُّ أَبُو يَعْلَى [مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي يَعْلَى] ، وَمِنَ الْقُضَاةِ وَالْعُلَمَاءِ ابْنُ الْأَكْفَانِيِّ وَابْنُ الْخَرَزِيِّ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْأَبِيوَرْدِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، وَالْكَشْفَلِيُّ، وَالْقُدُورِيُّ، وَالصَّيْمَرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبَيْضَاوِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ النَّسَوِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ فَقِيهُ الشِّيعَةِ، وَغَيْرُهُمْ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الِاخْتِلَافَ فِيهِمْ عِنْدَ ابْتِدَاءِ دَوْلَتِهِمْ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>