فِيهَا، فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى أَخَذَهَا جَيْشُ أَمِيرِ الْمُسْلِمِينَ يُوسُفَ بْنِ تَاشِفِينَ، وَقُتِلَ فِيهَا بَعْدَ حُرُوبٍ كَثِيرَةٍ يَأْتِي ذِكْرُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] .
وَأُخِذَتْ إِشْبِيلِيَّةُ مِنْ أَبِيهِ الْمُعْتَمِدِ فِي السَّنَةِ الْمَذْكُورَةِ، وَبَقِيَ مَحْبُوسًا فِي أَغْمَاتَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَكَانَ هُوَ وَأَوْلَادُهُ جَمِيعُهُمُ الرَّشِيدُ، وَالْمَأْمُونُ. وَالرَّاضِي، وَالْمُعْتَمِدُ، وَأَبُوهُ، وَجَدُّهُ عُلَمَاءَ فُضَلَاءَ شُعَرَاءَ.
[خَبَرُ بَطْلَيُوسَ] وَأَمَّا بَطْلَيُوسُ فَقَامَ بِهَا سَابُورُ الْفَتَى الْعَامِرِيُّ وَتَلَقَّبَ بِالْمَنْصُورِ، ثُمَّ انْتَقَلَتْ بَعْدَهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ، الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْأَفْطَسِ، أَصْلُهُ مِنْ بَرْبَرِ مِكْنَاسَةَ، لَكِنَّهُ وُلِدَ أَبُوهُ بِالْأَنْدَلُسِ، وَنَشَأُوا بِهَا، وَتَخَلَّقُوا تَخَلُّقَ أَهْلِهَا، وَانْتَسَبُوا إِلَى تُجِيبَ، وَشَاكَلَهُمُ الْمُلْكُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ صَارَتْ بَعْدَهُ إِلَى ابْنِهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَاتَّسَعَ مُلْكُهُ إِلَى أَقْصَى الْمَغْرِبِ، وَقُتِلَ صَبْرًا مَعَ (وَلَدَيْنِ لَهُ) عِنْدَ تَغَلُّبِ أَمِيرِ الْمُسْلِمِينَ (عَلَى الْأَنْدَلُسِ) .
[خَبَرُ طُلَيْطِلَةَ] وَأَمَّا طُلَيْطِلَةُ فَقَامَ بِأَمْرِهَا ابْنُ يَعِيشَ، فَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ، وَصَارَتْ رِئَاسَتُهُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ ذِي النُّونِ، وَلَقَبُهُ الظَّافِرُ بِحَوْلِ اللَّهِ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْبَرْبَرِ وَوُلِدَ بِالْأَنْدَلُسِ، تَأَدَّبَ بِآدَابِ أَهْلِهَا، وَكَانَ مَوْلِدُ إِسْمَاعِيلَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْأَدَبِ، وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ، وَصَنَّفَ كِتَابًا فِي الْآدَابِ وَالْأَخْبَارِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute