للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طَائِفَةً مِنْ عَسْكَرِهِ لِلْقِتَالِ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ بِيدَا مِثْلَهُمْ، وَلَمْ يَزَلْ كُلُّ عَسْكَرٍ يَمُدُّ أَصْحَابَهُ، حَتَّى كَثُرَ الْجَمْعَانِ، وَاشْتَدَّ الضَّرْبُ وَالطِّعَانُ، فَأَدْرَكَهُمُ اللَّيْلُ وَحَجَزَ بَيْنَهُمْ.

فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ بَكَّرَ يَمِينُ الدَّوْلَةِ إِلَيْهِمْ، فَرَأَى الدِّيَارَ مِنْهُمْ بَلَاقِعَ، وَرَكِبَ كُلُّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَرِيقًا مُخَالِفًا لِطَرِيقِ الْأُخْرَى. وَوَجَدَ خَزَائِنَ الْأَمْوَالِ وَالسِّلَاحِ بِحَالِهَا، فَغَنِمُوا الْجَمِيعَ، وَاقْتَفَى آثَارَ الْمُنْهَزِمِينَ، فَلَحِقُوهُمْ فِي الْغِيَاضِ وَالْآجَامِ، وَأَكْثَرُوا فِيهِمُ الْقَتْلَ وَالْأَسْرَ، وَنَجَا بِيدَا فَرِيدًا وَحِيدًا، وَعَادَ يَمِينُ الدَّوْلَةِ إِلَى غَزْنَةَ مَنْصُورًا.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَبَضَ سُلْطَانُ الدَّوْلَةِ عَلَى وَزِيرِهِ ابْنِ فَسَانْجَسَ وَإِخْوَتِهِ، وَوَلَّى وَزَارَتَهُ ذَا السَّعَادَتَيْنِ أَبَا غَالِبٍ الْحَسَنَ بْنَ مَنْصُورٍ، وَمَوْلِدُهُ بِسِيرَافَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْغَالِبُ بِاللَّهِ وَلِيُّ عَهْدِ أَبِيهِ الْقَادِرِ بِاللَّهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتُوُفِّيَ أَيْضًا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَلَّانَ، قَاضِي الْأَهْوَازِ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَلَهُ تَصَانِيفُ حَسَنَةٌ، وَكَانَ مُعْتَزِلِيًّا.

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ الْحَافِظُ الْمِصْرِيُّ، صَاحِبُ " الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ "، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>