ثُمَّ وَلِيَ ازَّادَبِهُ بْنُ مَابِيَانَ الْهَمْدَانِيُّ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، مِنْ ذَلِكَ فِي زَمَانِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ، وَفِي زَمَانِ شِيرَوَيْهِ بْنِ كِسْرَى ثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ، وَفِي زَمَنِ أَرْدَشِيرَ بْنِ شِيرَوَيْهِ سَنَةٌ وَسَبْعَةُ أَشْهُرٍ، وَفِي زَمَنِ بُورَانَ دُخْتَ ابْنَةِ كِسْرَى شَهْرًا.
ثُمَّ وَلِيَ الْمُنْذِرُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الْمَغْرُورَ الَّذِي قُتِلَ بِالْبَحْرَيْنِ يَوْمَ جُوَاثَاءَ. وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ إِلَى أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِيرَةَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ نَصْرٍ، وَانْقَرَضَ مُلْكُهُمْ مَعَ انْقِرَاضِ مُلْكِ فَارِسَ، فَجَمِيعُ مُلُوكِ آلِ نَصْرٍ فِيمَا زَعَمَ هِشَامٌ عِشْرُونَ مَلِكًا مَلَكُوا خَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ.
ذِكْرُ الْمَرْوَزَانِ وَوِلَايَتِهِ الْيَمَنَ مِنْ قِبَلِ هُرْمُزَ
قَالَ هِشَامٌ: اسْتَعْمَلَ كِسْرَى هُرْمُزَ الْمَرْوَزَانَ بَعْدَ عَزْلِ زَرِينَ عَنِ الْيَمَنِ، وَأَقَامَ بِالْيَمَنِ حَتَّى وُلِدَ لَهُ فِيهَا، ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ الْمَضَايِعُ مَنَعُوهُ الْخَرَاجَ، فَقَصَدَهُمْ فَرَأَى جَبَلَهُمْ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لِحَصَانَتِهِ وَلَهُ طَرِيقٌ وَاحِدٌ يَحْمِيهِ رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَكَانَ يُحَاذِي ذَلِكَ الْجَبَلَ جَبَلٌ آخَرُ، وَقَدْ قَارَبَ هَذَا الْجَبَلَ، فَأَجْرَى فَرَسَهُ فَعَبَرَ بِهِ ذَلِكَ الْمَضِيقَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ حِمْيَرُ قَالُوا: هَذَا شَيْطَانٌ! وَمَلَكَ حِصْنَهُمْ وَأَدَّوُا الْخَرَاجَ، وَأَرْسَلَ إِلَى كِسْرَى يُعْلِمُهُ، فَاسْتَدْعَاهُ إِلَيْهِ فَاسْتَخْلَفَ ابْنَهُ خُرَّخُسْرَهْ عَلَى الْيَمَنِ وَسَارَ إِلَيْهِ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ، وَعَزَلَ كِسْرَى خُرَّخُسْرَهْ عَنِ الْيَمَنِ وَوَلَّى بَاذَانَ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ قَدِمَ الْيَمَنَ مِنْ وُلَاةِ الْعَجَمِ.
ذِكْرُ قَتْلِ كِسْرَى أَبْرَوِيزَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute