للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَطَافَتْ بِذَاكَ الْقَاعِ وَلْهَى

،

فَصَادَفَتْ سِبَاعَ الْفَلَا يَنْهَشْنَهُ أَيَّمَا نَهْشِ

بِأَوْجَعَ مِنِّي يَوْمَ ظَلَّتْ أَنَامِلٌ ... تُوَدِّعُنِي بِالدُّرِّ مِنْ شَبَكِ النَّقْشِ

وَأَجْمَالُهُمْ تُحْدَى وَقَدْ خَيَّلَ الْهَوَى ... كَأَنَّ مَطَايَاهُمْ عَلَى نَاظِرَيْ تَمْشِي

وَأَعْجَبُ مَا فِي الْأَمْرِ أَنْ عِشْتُ بَعْدَهُمْ ... عَلَى أَنَّهُمْ مَا خَلَّفُوا لِي مِنْ بَطْشِ

وَأَمَّا أَبُو الْخَطَّابِ حَمْزَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ مَاتَ بِكَرْخِ سَامَرَّا مَفْلُوجًا، غَرِيبًا، قَدْ زَالَ عَنْهُ أَمْرُهُ وَجَاهُهُ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَرَثَاهُ الْمُرْتَضَى، وَكَانَ سَبَبُ اتِّصَالِهِ بِبَهَاءِ الدَّوْلَةِ مَعْرِفَةَ النُّجُومِ، وَبَلَغَ مِنْهُ مَنْزِلَةً لَمْ يَبْلُغْهَا أَمْثَالُهُ، فَكَانَ الْوُزَرَاءُ يَخْدُمُونَهُ، وَحَمَلَ إِلَيْهِ فَخْرُ الْمُلْكِ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ فَاسْتَقَلَّهَا، وَصَارَ أَمْرُهُ إِلَى مَا صَارَ مِنَ الضِّيقِ وَالْفَقْرِ وَالْغُرْبَةِ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَقَطَ فِي الْعِرَاقِ جَمِيعِهِ بَرَدٌ كِبَارٌ (يَكُونُ فِي) الْوَاحِدَةِ رِطْلٌ أَوْ رِطْلَانِ، وَأَصْغَرُهُ كَالْبَيْضَةِ، فَأَهْلَكَ الْغَلَّاتِ، وَلَمْ يَصِحَّ مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيلُ.

وَفِيهَا آخِرَ تِشْرِينَ الثَّانِي هَبَّتْ رِيحٌ بَارِدَةٌ بِالْعِرَاقِ جَمَدَ مِنْهَا الْمَاءُ وَالْخَلُّ، وَبَطَلَ دَوَرَانُ الدَّوَالِيبِ عَلَى دِجْلَةَ.

وَفِيهَا انْقَطَعَ الْحَجُّ مِنْ خُرَاسَانَ وَالْعِرَاقِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>