وَفِيهَا، فِي رَجَبٍ، أَخْرَجَ الْمَلِكُ جَلَالُ الدَّوْلَةِ دَوَابَّهُ مِنَ الْإِصْطَبْلِ، وَهِيَ خَمْسَ عَشْرَةَ دَابَّةً، وَسَيَّبَهَا فِي الْمَيْدَانِ بِغَيْرِ سَائِسٍ، وَلَا حَافِظٍ، وَلَا عَلَفٍ، فَعَلَ ذَلِكَ لِسَبَبَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَدَمُ الْعَلْفِ، وَالثَّانِي أَنَّ الْأَتْرَاكَ كَانُوا يَلْتَمِسُونَ دَوَابَّهُ وَيَطْلُبُونَهَا كَثِيرًا، فَضَجِرَ مِنْهُمْ، فَأَخْرَجَهَا وَقَالَ: هَذِهِ دَوَابِّي مِنْهَا: خَمْسٌ لِمَرْكُوبِي، وَالْبَاقِي لِأَصْحَابِي، ثُمَّ صَرَفَ حَوَاشِيَهُ، وَفَرَّاشِيهِ، وَأَتْبَاعَهُ، وَأَغْلَقَ بَابَ دَارِهِ لِانْقِطَاعِ الْجَارِي لَهُ، فَثَارَتْ لِذَلِكَ فِتْنَةٌ بَيْنَ الْعَامَّةِ وَالْجُنْدِ وَعَظُمَ الْأَمْرُ، وَظَهَرَ الْعَيَّارُونَ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَمِيدُ الدَّوْلَةِ وَزِيرُ جَلَالِ الدَّوْلَةِ، وَوَزَرَ بَعْدَهُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَرْدَشِيرَ، فَبَقِيَ أَيَّامًا، وَلَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُهُ، فَعُزِلَ، وَوَزَرَ بَعْدَهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ، (وَهُوَ ابْنُ أَخِي أَبِي الْحُسَيْنِ) السَّهْلِيُّ، وَزِيرُ مَأْمُونٍ صَاحِبِ خُوَارَزْمَ، فَبَقِيَ فِي الْوَزَارَةِ خَمْسَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا وَهَرَبَ.
[الْوَفَيَاتُ]
(وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ أَبُو نَصْرٍ الْفَقِيهُ الْمَالِكِيُّ بِمِصْرَ، وَكَانَ بِبَغْدَاذَ فَفَارَقَهَا إِلَى مِصْرَ عَنْ ضَائِقَةٍ، فَأَغْنَاهُ الْمَغَارِبَةُ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute