فَاجْتَمَعَ دُبَيْسٌ وَأَبُو الْمَغْرَا عَنَّازُ بْنُ الْمَغْرَا، وَبَنُو أَسَدٍ وَخَفَاجَةَ، وَأَعَانَهُ أَبُو كَامِلٍ مَنْصُورُ بْنُ قُرَادٍ، وَسَارُوا جَرِيدَةً لِإِعَادَةِ دُبَيْسٍ إِلَى بَلَدِهِ وَأَعْمَالِهِ، وَتَرَكُوا حُلَلَهُمْ بَيْنَ خُصَّا وَحَرْبَى.
فَلَمَّا سَارُوا لَقِيَهُمْ ثَابِتٌ عِنْدَ جَرْجَرَايَا، وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ قُتِلَ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ تَرَاسَلُوا وَاصْطَلَحُوا لِيَعُودَ دُبَيْسٌ إِلَى أَعْمَالِهِ، وَيُقْطِعَ أَخَاهُ ثَابِتًا إِقْطَاعًا، وَتَحَالَفُوا عَلَى ذَلِكَ، وَسَارَ الْبَسَاسِيرِيُّ نَجْدَةً لِثَابِتٍ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى النُّعْمَانِيَّةِ سَمِعَ بِصُلْحِهِمْ، فَعَادَ إِلَى بَغْدَاذَ.
ذِكْرُ مُلْكِ الرُّومِ قَلْعَةَ بِرْكَوِي
هَذِهِ قَلْعَةٌ مُتَاخِمَةٌ لِلْأَرْمَنِ فِي يَدِ أَبِي الْهَيْجَاءِ بْنِ رَبِيبِ الدَّوْلَةِ، ابْنِ أُخْتِ وَهْسُوذَانَ بْنِ مُمِلَّانَ، فَتَنَافَرَ هُوَ وَخَالُهُ، فَأَرْسَلَ خَالُهُ إِلَى الرُّومِ فَأَطْمَعَهُمْ فِيهَا، فَسَيَّرَ الْمَلِكُ إِلَيْهَا جَمْعًا كَثِيرًا فَمَلَكُوهَا، فَبَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى الْخَلِيفَةِ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الْهَيْجَاءِ وَخَالِهِ مَنْ يُصْلِحُ بَيْنَهُمَا لِيَتَّفِقَا عَلَى اسْتِعَادَةِ الْقَلْعَةِ، فَاصْطَلَحَا، وَلَمْ يَتَمَكَّنَا مِنِ اسْتَعَادَتِهَا، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِمَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمُتَطَوِّعَةِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ لِثَبَاتِ قَدَمِ الرُّومِ بِهَا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَوْزَرَ جَلَالُ الدَّوْلَةِ عَمِيدَ الدَّوْلَةِ أَبَا سَعْدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ، (وَهِيَ الْوَزَارَةُ الْخَامِسَةُ، وَكَانَ قَبْلَهُ) فِي الْوَزَارَةِ ابْنُ مَاكُولَا، فَفَارَقَهَا وَسَارَ إِلَى عُكْبَرَا، فَرَدَّهُ جَلَالُ الدَّوْلَةِ إِلَى الْوَزَارَةِ، وَعَزَلَ أَبَا سَعْدٍ. فَبَقِيَ أَيَّامًا، ثُمَّ فَارَقَهَا إِلَى أَوَانَا.
وَفِيهَا اسْتُخْلِفَ الْبَسَاسِيرِيُّ، فِي حِمَايَةِ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ بِبَغْدَاذَ لِأَنَّ الْعَيَّارِينَ اشْتَدَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute