ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ وَعَسْكَرِ خُرَاسَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ اجْتَمَعَ عَلَاءُ الدَّوْلَةِ بْنُ كَاكَوَيْهِ وَفَرْهَاذُ بْنُ مَرْدَاوِيجَ، وَاتَّفَقَا عَلَى قِتَالِ عَسْكَرِ مَسْعُودِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ سُبُكْتِكِينَ، وَكَانَتِ الْعَسَاكِرُ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ خُرَاسَانَ مَعَ أَبِي سَهْلٍ الْحَمْدُونِيِّ، فَالْتَقَوْا وَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا صَبَرَ فِيهِ الْفَرِيقَانِ، ثُمَّ انْهَزَمَ عَلَاءُ الدَّوْلَةِ، وَقُتِلَ فَرْهَاذُ، وَاحْتَمَى عَلَاءُ الدَّوْلَةِ بِجِبَالٍ بَيْنَ أَصْبَهَانَ وَجَرْبَاذَقَانَ، وَنَزَلَ عَسْكَرُ مَسْعُودٍ بِكَرَجَ.
وَأَرْسَلَ (أَبُو سَهْلٍ) إِلَى عَلَاءِ الدَّوْلَةِ يَقُولُ لَهُ لِيَبْذُلَ الْمَالَ، وَيُرَاجِعَ الطَّاعَةَ لِيُقِرَّهُ عَلَى مَا بَقِيَ مِنَ الْبِلَادِ. وَيُصْلِحَ حَالَهُ مَعَ مَسْعُودٍ. فَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ، فَلَمْ يَسْتَقِرَّ بَيْنَهُمْ أَمْرٌ، فَسَارَ أَبُو سَهْلٍ إِلَى أَصْبَهَانَ فَمَلَكَهَا، وَانْهَزَمَ عَلَاءُ الدَّوْلَةِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ لَمَّا خَافَ الطَّلَبَ إِلَى إِيذَجَ، وَهِيَ لِلْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ.
وَلَمَّا اسْتَوْلَى أَبُو سَهْلٍ عَلَى أَصْبَهَانَ نَهَبَ خَزَائِنَ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ (وَأَمْوَالَهُ، وَكَانَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ سِينَا فِي خِدْمَةِ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ) فَأُخِذَتْ كُتُبُهُ وَحُمِلَتْ إِلَى غَزْنَةَ فَجُعِلَتْ فِي خَزَائِنِ كُتُبِهَا إِلَى أَنْ أَحْرَقَهَا عَسَاكِرُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْغُورِيِّ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ نُورِ الدَّوْلَةِ دُبَيْسٍ وَأَخِيهِ ثَابِتٍ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ بَيْنَ دُبَيْسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَزْيَدٍ وَأَخِيهِ أَبِي قَوَّامٍ ثَابِتِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَزْيَدٍ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ ثَابِتًا كَانَ يَعْتَضِدُ بِالْبَسَاسِيرِيِّ وَيَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ سَارَ الْبَسَاسِيرِيُّ مَعَهُ إِلَى قِتَالِ أَخِيهِ دُبَيْسٍ، فَدَخَلُوا النِّيلَ وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهِ وَعَلَى أَعْمَالِ نُورِ الدَّوْلَةِ فَسَيَّرَ نُورُ الدَّوْلَةِ إِلَيْهِمْ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِ. فَقَاتَلُوهُمْ فَانْهَزَمُوا فَلَمَّا رَأَى دُبَيْسٌ هَزِيمَةَ أَصْحَابِهِ سَارَ عَنْ بَلَدِهِ، وَبَقِيَ ثَابِتٌ فِيهِ إِلَى الْآنِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute