إِذْ أَسَرْنَا مُهْلَهِلًا وَأَخَاهُ وَابْنُ ... عَمْرٍو فِي الْقَيْدِ وَابْنُ شِهَابِ
وَسَبَيْنَا مِنْ تَغْلِبَ كُلَّ بَيْضَا ... ءٍ رَقُودِ الضُّحَى بَرُودِ الرُّضَابِ
حِينَ تَدْعُو مُهَلْهِلًا يَالَ بَكْرٍ ... هَا أَهْذِي حَفِيظَةُ الْأَحْسَابِ
وَيْحَكُمْ وَيْحَكُمْ أُبِيحَ حِمَاكُمْ يَا ... بَنِي تَغْلِبَ أَنَا ابْنُ رُضَابِ
وَهُمْ هَارِبُونَ فِي كُلِّ فَجٍّ ... كَشَرِيدِ النَّعَامِ فَوْقَ الرَّوَابِي
وَاسْتَدَارَتْ رَحَى الْمَنَايَا ... عَلَيْهِمْ بِلُيُوثٍ مِنْ عَامِرٍ وَجَنَابِ
فَهُمْ بَيْنَ هَارِبٍ لَيْسَ يَأْلُو ... وَقَتِيلٍ مُعَفَّرٍ فِي التُّرَابِ
فَضَلَّ الْعِزُّ عِزُّنَا حِينَ نَسْمُو ... مِثْلَ فَضْلِ السَّمَاءِ فَوْقَ السَّحَابِ
وَأَمَّا حَرْبُهُ مَعَ بَنِي الْقَيْنِ بْنِ جَسْرٍ فَكَانَ سَبَبَهَا أَنَّ أُخْتًا لِزُهَيْرٍ كَانَتْ مُتَزَوِّجَةً فِيهِمْ. فَجَاءَ رَسُولُهَا إِلَى زُهَيْرٍ وَمَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا رَمْلٌ، وَصُرَّةٌ فِيهَا شَوْكُ قَتَادٍ، فَقَالَ زُهَيْرٌ: إِنَّهَا تُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ يَأْتِيكُمْ عَدُوٌّ كَثِيرٌ ذُو شَوْكَةٍ شَدِيدَةٍ، فَاحْتَمَلُوا. فَقَالَ الْجُلَاحُ بْنُ عَوْفٍ السُّحَمِيُّ: لَا نَحْتَمِلُ لِقَوْلِ امْرَأَةٍ، فَظَعَنَ زُهَيْرٌ وَأَقَامَ الْجُلَاحُ، وَصَبَّحَهُ الْجَيْشُ فَقَتَلُوا عَامَّةَ قَوْمِ الْجُلَاحِ وَذَهَبُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَمَالِهِ. وَمَضَى زُهَيْرٌ فَاجْتَمَعَ مَعَ عَشِيرَتِهِ مِنْ بَنِي جَنَابٍ، وَبَلَغَ الْجَيْشَ خَبَرُهُ فَقَصَدُوهُ، فَقَاتَلَهُمْ وَصَبَرَ لَهُمْ فَهَزَمَهُمْ وَقَتَلَ رَئِيسَهُمْ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ خَائِبِينَ.
وَلَمَّا طَالَ عُمْرُ زُهَيْرٍ وَكَبِرَتْ سِنُّهُ اسْتَخْلَفَ ابْنَ أَخِيهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُلَيْمٍ، فَقَالَ زُهَيْرٌ يَوْمًا: أَلَا إِنَّ الْحَيَّ ظَاعِنٌ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَا إِنَّ الْحَيَّ مُقِيمٌ. فَقَالَ زُهَيْرٌ: مَنْ هَذَا الْمُخَالِفُ عَلَيَّ؟ .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute