للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ قَدْ عَصَى مَنْ بِهَا، فَوَصَلَ الْعَسْكَرُ إِلَى صَحَارِ مَدِينَةِ عُمَّانَ فَمَلَكُوهَا، وَاسْتَعَادُوا الْخَارِجِينَ عَنِ الطَّاعَةِ، وَاسْتَقَرَّتِ الْأُمُورُ بِهَا، وَعَادَتِ الْعَسَاكِرُ إِلَى فَارِسَ.

وَفِيهَا قَصَدَ أَبُو نَصْرِ بْنُ الْهَيْثَمِ الصَّلِيقَ مِنَ الْبَطَائِحِ، فَمَلَكَهَا وَنَهَبَهَا، ثُمَّ اسْتَقَرَّ أَمْرُهَا عَلَى مَالٍ يُؤَدِّيهِ إِلَى جَلَالِ الدَّوْلَةِ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو مَنْصُورٍ بَهْرَامُ بْنُ مَافَنَّةَ، وَهُوَ الْمُلَقَّبُ بِالْعَادِلِ، وَزِيرُ الْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ، وَبَنَى دَارَ الْكُتُبِ بِفَيْرُوزَابَاذَ، وَجَعَلَ فِيهَا سَبْعَةَ آلَافِ مُجَلَّدٍ، فَلَمَّا مَاتَ وَزَرَ بَعْدَهُ مُهَذِّبُ الدَّوْلَةِ أَبُو مَنْصُورٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَسَوِي ُّ.

وَفِيهَا وَصَلَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْبُلْغَارِ إِلَى بَغْدَاذَ يُرِيدُونَ الْحَجَّ، فَأُقِيمَ لَهُمْ مِنَ الدِّيوَانِ الْإِقَامَاتُ الْوَافِرَةُ، فَسُئِلَ بَعْضُهُمْ: مِنْ أَيِّ الْأُمَمِ هُمُ الْبُلْغَارُ؟ فَقَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَوَلَّدُوا بَيْنَ اَّرْكِ وَالصَّقَالِبَةِ، وَبَلَدُهُمْ فِي أَقْصَى التُّرْكِ، وَكَانُوا كُفَّارًا، فَأَسْلَمُوا عَنْ قَرِيبٍ، وَهُمْ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ مِيخَائِيلُ مَلِكُ الرُّومِ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُ أَخِيهِ مِيخَائِيلُ أَيْضًا.

وَفِيهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَهْرَمِيُّ الشَّاعِرُ، وَهُوَ الْقَائِلُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>