دَارَ مُقَامِهِ، وَخَرَّبَ قِطْعَةً مِنْ سُورِهَا، وَقَالَ: وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى الْأَسْوَارِ مَنْ تَضْعُفُ قُوَّتُهُ، فَأَمَّا مَنْ حِصْنُهُ عَسَاكِرُهُ وَسَيْفُهُ فَلَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهَا.
ذِكْرُ عَوْدِ عَسَاكِرِ فَارِسَ مِنَ الْأَهْوَازِ وَعَوْدِ الرَّحِيمِ إِلَيْهَا
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي الْمُحَرَّمِ عَادَتْ عَسَاكِرُ فَارِسَ الَّتِي مَعَ الْأَمِيرِ أَبِي مَنْصُورٍ صَاحِبِهَا عَنِ الْأَهْوَازِ إِلَى فَارِسَ.
وَسَبَبُ هَذَا الْعَوْدِ أَنَّ الْأَجْنَادَ اخْتَلَفُوا وَشَغَبُوا وَاسْتَطَالُوا، وَعَادَ بَعْضُهُمْ إِلَى فَارِسَ بِغَيْرِ أَمْرِ صَاحِبِهِمْ، وَأَقَامَ بَعْضُهُمْ مَعَهُ، وَسَارَ بَعْضُهُمْ إِلَى الْمَلِكِ الرَّحِيمِ وَهُوَ بِالْأَهْوَازِ، يَطْلُبُونَهُ لِيَعُودَ إِلَيْهِمْ، فَعَادَ فِيمَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْعَسَاكِرِ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَغْدَاذَ يَأْمُرُ الْعَسَاكِرَ الَّتِي فِيهَا بِالْحُضُورِ عِنْدَهُ لِيَسِيرَ بِهِمْ إِلَى فَارِسَ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الْأَهْوَازِ لَقِيَهُ الْعَسَاكِرُ مُقِرِّينَ بِالطَّاعَةِ، وَأَخْبَرُوهُ بِطَاعَةِ عَسَاكِرِ فَارِسَ، وَأَنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَ قُدُومَهُ، فَدَخَلَ الْأَهْوَازَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ، فَتَوَقَّفَ بِالْأَهْوَازِ يَنْتَظِرُ عَسَاكِرَ بَغْدَاذَ، ثُمَّ سَارَ عَنْهَا إِلَى عَسْكَرِ مُكْرَمٍ فَمَلَكَهَا وَأَقَامَ بِهَا.
ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ زَعِيمِ الدَّوْلَةِ عَلَى مَمْلَكَةِ أَخِيهِ قِرْوَاشٍ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي جُمَادَى الْأُولَى اسْتَوْلَى زَعِيمُ الدَّوْلَةِ أَبُو كَامِلٍ بَرَكَةُ بْنُ الْمُقَلَّدِ عَلَى أَخِيهِ قِرْوَاشٍ وَحَجَرَ عَلَيْهِ، وَمَنَعَهُ مِنَ التَّصَرُّفِ عَلَى اخْتِيَارِه ِ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ قِرْوَاشًا كَانَ قَدْ أَنِفَ مِنْ تَحَكُّمِ أَخِيهِ فِي الْبِلَادِ، وَأَنَّهُ قَدْ صَارَ لَا حُكْمَ لَهُ، فَعَمِلَ عَلَى الِانْحِدَارِ إِلَى بَغْدَاذَ وَمُفَارَقَةِ أَخِيهِ، وَسَارَ عَنِ الْمَوْصِلِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى بَرَكَةَ وَعَظُمَ عِنْدَه ُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute