للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ عَوْدِ الْأَمِيرِ أَبِي مَنْصُورٍ إِلَى شِيرَازَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي شَوَّالٍ عَادَ الْأَمِيرُ أَبُو مَنْصُورٍ فُولَاسْتُونُ ابْنُ الْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ إِلَى شِيرَازَ مُسْتَوْلِيًا عَلَيْهَا، وَفَارَقَهَا أَخُوهُ الْأَمِيرُ أَبُو سَعْد ٍ.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَمِيرَ أَبَا سَعْدٍ كَانَ قَدْ تَقَدَّمَ مَعَهُ فِي دَوْلَتِهِ إِنْسَانٌ يُعْرَفُ بِعَمِيدِ الدِّينِ أَبِي نَصْرِ بْنِ الظَّهِيرِ، فَتَحَكَّمُ مَعَهُ، وَاطَّرَحَ الْأَجْنَادَ وَاسْتَخَفَّ بِهِمْ، وَأَوْحَشَ أَبَا نَصْرِ بْنَ خُسْرُو صَاحِبَ قَلْعَةِ إِصْطَخْرَ، الَّذِي كَانَ قَدِ اسْتَدْعَى الْأَمِيرَ أَبَا سَعْدٍ وَمَلَّكَه ُ.

فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ اجْتَمَعُوا عَلَى مُخَالَفَتِهِ وَتَأَلَّبُوا عَلَيْهِ، وَأَحْضَرَ أَبُو نَصْرِ بْنُ خُسْرُو الْأَمِيرَ أَبَا مَنْصُورِ بْنَ أَبِي كَالِيجَارَ إِلَيْه ِ، وَسَعَى فِي اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ عَلَيْهِ، فَأَجَابَهُ كَثِيرٌ مِنَ الْأَنَادِ لِكَرَاهَتِهِمْ لِعَمِيدِ الدِّينِ، فَقَبَضُوا عَلَيْهِ، وَنَادَوْا بِشِعَارِ الْأَمِيرِ أَبِي مَنْصُورٍ، وَأَظْهَرُوا طَاعَتَهُ، وَأَخْرَجُوا الْأَمِيرَ أَبَا سَعْدٍ عَنْهُمْ، فَعَادَ إِلَى الْأَهْوَازِ فِي نَفَرٍ يَسِيرٍ، وَدَخَلَ الْأَمِيرُ أَبُو مَنْصُورٍ إِلَى شِيرَازَ مَالِكًا لَهَا، مُسْتَوْلِيًا عَلَيْهَا، وَخَطَبَ فِيهَا لِطُغْرُلْبَك وَلِلْمَلِكِ الرَّحِيمِ وَلِنَفْسِهِ بَعْدَهُمُا.

ذِكْرُ إِيقَاعِ الْبَسَاسِيرِيِّ بِالْأَكْرَادِ وَالْأَعْرَابِ

وَفِيهَا فِي شَوَّالٍ وَصَلَ الْخَبَرُ إِلَى بَغْدَاذَ بِأَنَّ جَمْعًا مِنَ الْأَكْرَادِ وَجَمْعًا مِنَ الْأَعْرَابِ قَدْ أَفْسَدُوا فِي الْبِلَادِ، وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ، وَنَهَبُوا الْقُرَى، طَمَعًا فِي السَّلْطَنَةِ بِسَبَبِ الْغُزِّ، فَسَارَ إِلَيْهِمُ الْبَسَاسِيرِيُّ جَرِيدَةً، وَتَبِعَهُمْ إِلَى الْبَوَازِيجِ، فَأَوْقَعَ بِطَوَائِفَ كَثِيرَةٍ مِنْهُمْ، وَقَتَلَ فِيهِمْ، وَغَنِمَ أَمْوَالَهُمْ، وَانْهَزَمَ بَعْضُهُمْ فَعَبَرُوا الزَّابَ عِنْدَ الْبَوَازِيجِ، فَلَمْ يُدْرِكْهُمْ، وَأَرَادَ الْعُبُورَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ بِالْجَانِبِ الْآخَرِ، وَكَانَ الْمَاءُ زَائِدًا، فَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ عُبُورِهِ، فَنَجَوْا.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

[الْوَفَيَاتُ]

فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الشَّرِيفُ أَبُو تَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، نَقِيبُ النُّقَبَاءِ، وَقَامَ بَعْدَهُ فِي النِّقَابَةِ ابْنُهُ أَبُو عَلِي ٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>