للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا قَبَضَ الْمَلِكُ الرَّحِيمُ (قَبْلَ وُصُولِ طُغْرُلْبَك إِلَى بَغْدَاذَ) عَلَى الْوَزِيرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، وَطُرِحَ فِي بِئْرٍ فِي دَارِ الْمَمْلَكَةِ، وَطُمَّ عَلَيْهِ، وَكَانَ وَزِيرًا مُتَحَكِّمًا فِي دَوْلَتِهِ.

وَفِيهَا فِي الْمُحَرَّمِ تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسَّنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، وَمَوْلِدُهُ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَخَلَّفَ وَلَدًا صَغِيرًا، وَهُوَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَانْقَرَضَ بَيْتُهُ بِمَوْتِهِ.

قَالَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الدَّامَغَانِيِّ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِقَلِيلٍ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ وَلَدَهُ هَذَا مِنْ جَارِيَتِهِ وَبَكَى، فَقُلْتُ: يَعِيشُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَتُرَبِّيهِ. فَقَالَ: هَيْهَاتَ! وَاللَّهِ مَا يَتَرَبَّى إِلَّا يَتِيمًا، وَأَنْشَدَ:

أَرَى وَلَدَ الْفَتَى كَلًّا عَلَيْهِ ... لَقَدْ سَعِدَ الَّذِي أَمْسَى عَقِيمًا

فَإِمَّا أَنْ تُرَبِّيَهُ عَدُوًّا ... وَإِمَّا أَنْ تُخَلِّفَهُ يَتِيمًا

فَتَرَبَّى يَتِيمًا كَمَا قَالَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>