للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا كَانَ بِمَكَّةَ غَلَاءٌ شَدِيدٌ، وَبَلَغَ الْخُبْزُ عَشْرَةُ أَرْطَالٍ بِدِينَارٍ مَغْرِبِيٍّ، ثُمَّ تَعَذَّرَ وُجُودُهُ، فَأَشْرَفَ النَّاسُ وَالْحُجَّاجُ عَلَى الْهَلَاكِ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ مِنَ الْجَرَادِ مَا مَلَأَ الْأَرْضَ، فَتَعَوَّضَ النَّاسُ بِهِ، ثُمَّ عَادَ الْحَاجُّ فَسَهُلَ الْأَمْرُ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ سَبَبُ هَذَا الْغَلَاءِ عَدَمَ زِيَادَةِ النِّيلِ بِمِصْرَ عَنِ الْعَادَةِ، فَلَمْ يُحْمَلْ مِنْهَا الطَّعَامُ إِلَى مَكَّةَ.

وَفِيهَا ظَهَرَ بِالْيَمَنِ إِنْسَانٌ يُعْرَفُ بِأَبِي كَامِلٍ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّلَيْحِيِّ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْيَمَنِ، وَكَانَ مُعَلِّمًا، فَجَمَعَ إِلَى نَفْسِهِ جَمْعًا، وَانْتَمَى إِلَى صَاحِبِ مِصْرَ، وَتَظَاهَرَ بِطَاعَتِهِ، فَكَثُرَ جَمْعُهُ وَتَبِعُهُ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْبِلَادِ، وَقَوِيَ عَلَى ابْنِ سَادِلٍ وَابْنِ الْكُرَيْدِيِّ الْمُقِيمَيْنِ بِهَا عَلَى طَاعَةِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَكَانَ يَتَظَاهَرُ بِمَذْهَبِ الْبَاطِنِيَّةِ.

وَفِيهَا خَطَبَ مَحْمُودٌ الْخَفَاجِيُّ لِلْمُسْتَنْصِرِ الْعَلَوِيِّ، صَاحِبِ مِصْرَ، بِشَفَاثَا وَالْعَيْنِ، وَصَارَ فِي طَاعَتِهِ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا فِي شَوَّالٍ تُوُفِّيَ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَاكُولَا، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَبَقِيَ فِي الْقَضَاءِ سَبْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ شَافِعِيًّا، وَرِعًا، نَزِهًا، أَمِينًا، وَوَلِيَ بَعْدَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الدَّامَغَانِيِّ الْحَنَفِيُّ.

وَفِيهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ تُوُفِّيَ ذَخِيرَةُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدٌ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَوْلِدُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>