للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَائِرَ الْبِلَادِ مِنَ الشَّامِ، وَالْجَزِيرَةِ، وَالْمَوْصِلِ، وَالْحِجَازِ، وَالْيَمَنِ وَغَيْرِهَا.

وَفِيهَا فِي جُمَادَى الْأُولَى وَلَدَتْ جَارِيَةُ ذَخِيرَةِ الدِّينِ بْنِ الْخَلِيفَةِ، الَّذِي ذَكَرْنَا وَفَاتَهُ قَبْلُ، وَلَدًا ذَكَرًا، وَيُسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ، وَكُنِّيَ أَبَا الْقَاسِمِ، وَهُوَ الْمُقْتَدِي.

وَفِيهَا فِي الْعَشْرِ الثَّانِي مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، ظَهَرَ وَقْتَ السَّحَرِ فِي السَّمَاءِ ذُؤَابَةٌ بَيْضَاءُ طُولُهُا نَحْوُ عَشْرَةِ أَذْرُعٍ فِي رَأْيِ الْعَيْنِ، وَعَرْضُهَا ذِرَاعٌ، وَبَقِيَتْ كَذَلِكَ إِلَى نِصْفِ رَجَبٍ، وَاضْمَحَلَّتْ.

وَفِيهَا أَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِأَنْ يُؤَذَّنَ بِالْكَرْخِ وَالْمَشْهَدِ وَغَيْرِهِمَا: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، وَأَنْ يَتْرُكُوا: حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ. فَفَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ خَوْفَ السَّلْطَنَةِ وَقُوَّتِهَا.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ، الْمَعْرُوفُ بِالْفَالِيِّ، مِنْ أَهْلِ مَدِينَةِ فَالَةَ بِالْقُرْبِ مِنْ إِيذَجَ، رَوَى الْحَدِيثَ وَالْأَدَبَ، وَلَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، فَمِنْهُ قَوْلُهُ:

تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ كُلُّ مُهَوَّسٍ ... بَلِيدٍ تَسَمَّى بِالْفَقِيهِ الْمُدَرِّسِ

فَحَقٌّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَتَمَثَّلُوا ... بِبَيْتٍ قَدِيمٍ شَاعَ فِي كُلِّ مَجْلِسِ

لَقَدْ هَزَلَتْ حَتَّى بَدَا مِنْ هُزَالِهَا ... كُلَاهَا وَحَتَّى سَامَهَا كُلُّ مُفْلِسِ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ أَبُو الْحَسَنِ الْبَزَّازُ

<<  <  ج: ص:  >  >>