للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ خُرُوجِ حَمُّو عَنْ طَاعَةِ تَمِيمِ بْنِ الْمُعِزِّ بِإِفْرِيقِيَّةَ.

فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَالَفَ حَمُّو بْنُ مَلِيكٍ، صَاحِبَ مَدِينَةٍ سَفَاقُسَ بِإِفْرِيقِيَّةَ، عَلَى الْأَمِيرِ تَمِيمِ بْنِ الْمُعِزِّ بْنِ بَادِيسَ، فَجَمَعَ أَصْحَابَهُ، وَاسْتَعَانَ بِالْعَرَبِ، وَسَارَ إِلَى الْمَهْدِيَّةِ، فَسَمِعَ تَمِيمٌ الْخَبَرَ، فَسَارَ إِلَيْهِ بِعَسَاكِرَ وَمَعَهُ أَيْضًا طَائِفَةٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ زُغْبَةَ، وَرِيَاحٍ، وَوَصَلَ حَمُّو إِلَى سَلَقْطَةَ، وَالْتَقَى الْفَرِيقَانِ بِهَا، وَكَانَتْ بَيْنَهُمَا حَرْبٌ شَدِيدَةٌ فَانْهَزَمَ حَمُّو وَمَنْ مَعَهُ، وَأَخَذَتْهُمُ السُّيُوفُ، فَقُتِلَ أَكْثَرُ حُمَاتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَنَجَا بِنَفْسِهِ، وَتَفَرَّقَتْ رِجَالُهُ، وَعَادَ تَمِيمٌ مُظَفَّرًا مَنْصُورًا.

ثُمَّ قَصَدَ، بَعْدَ هَذِهِ الْحَادِثَةِ، مَدِينَةَ سُوسَةَ، وَكَانَ أَهْلُهَا قَدْ خَالَفُوا عَلَيْهِ، فَمَلَكَهَا، وَعَفَا عَنْهُمْ وَحَقَنَ دِمَاءَهُمْ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ.

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، (فِي الْمُحَرَّمِ) ، قُبِضَ بِمِصْرَ عَلَى الْوَزِيرِ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْمَغْرِبِيِّ.

وَفِيهَا دَخَلَ الصُّلَيْحِيُّ، صَاحِبُ الْيَمَنِ، إِلَى مَكَّةَ مَالِكًا لَهَا، فَأَحْسَنَ السِّيرَةَ فِيهَا، وَجَلَبَ إِلَيْهَا الْأَقْوَاتَ، وَرَفَعَ جَوْرَ مَنْ تَقَدَّمَ، وَظَهَرَتْ مِنْهُ أَفْعَالٌ جَمِيلَةٌ.

وَفِيهَا، فِي رَبِيعِ الْآخَرِ، انْقَضَّ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ، وَكَانَ لَهُ ضَوْءٌ كَثِيرٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>