للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعْنِي بِالْأُنْثَى وَاحِدَةَ الْأُنْثَيَيْنِ.

وَكَانَ شَدِيدَ التَّعَصُّبِ عَلَى الشَّافِعِيَّةِ، كَثِيرَ الْوَقِيعَةِ فِي الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَلَغَ مِنْ تَعَصُّبِهِ أَنَّهُ خَاطَبَ السُّلْطَانَ فِي لَعْنِ الرَّافِضَةِ عَلَى مَنَابِرِ خُرَاسَانَ، فَأَذِنَ فِي ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِلَعْنِهِمْ، وَأَضَافَ إِلَيْهِمُ الْأَشْعَرِيَّةَ، فَأَنِفَ مِنْ ذَلِكَ أَئِمَّةُ خُرَاسَانَ، مِنْهُمْ: الْإِمَامُ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ، وَالْإِمَامُ أَبُو الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، فَفَارَقُوا خُرَاسَانَ، وَأَقَامَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ بِمَكَّةَ أَرْبَعَ سِنِينَ إِلَى أَنِ انْقَضَتْ دَوْلَتُهُ، يَدْرُسُ، وَيُفْتِي، فَلِهَذَا لُقِبَّ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ، فَلَمَّا جَاءَتِ الدَّوْلَةُ النِّظَامِيَّةُ، أَحْضَرَ مَنِ انْتَزَحَ مِنْهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ.

وَقِيلَ إِنَّهُ تَابَ مِنَ الْوَقِيعَةِ فِي الشَّافِعِيِّ، فَإِنْ صَحَّ فَقَدْ أَفْلَحَ، وَإِلَّا فَعَلَى نَفْسِهَا بَرَاقِشُ تَجْنِي.

وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّ ذَكَرَهُ دُفِنَ بِخُوَارِزْمَ لَمَّا خُصِيَ، وَدَمُهُ مَسْفُوحٍ بِمَرْوَ، وَجَسَدُهُ مَدْفُونٌ بِكُنْدُرَ، وَرَأْسُهُ مَا عَدَا قِحْفَهُ مَدْفُونٌ بِنَيْسَابُورَ، وَنُقِلَ قِحْفُهُ إِلَى كَرْمَانَ لِأَنَّ نِظَامَ الْمُلْكِ كَانَ هُنَاكَ، فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ.

وَلَمَّا قُرِّبَ لِلْقَتْلِ قَالَ الْقَاصِدُ إِلَيْهِ: قُلْ لِنِظَامِ الْمُلْكِ: بِئْسَ مَا عَوَّدْتَ الْأَتْرَاكَ قَتْلَ الْوُزَرَاءِ، وَأَصْحَابَ الدِّيوَانِ، وَمَنْ حَفَرَ قَلِيبًا وَقَعَ فِيهِ، وَلَمْ يُخَلِّفْ عَمِيدُ الْمُلْكِ غَيْرَ بِنْتٍ.

ذِكْرُ مُلْكِ أَلْب أَرْسَلَانَ خَتْلَانَ وَهَرَاةَ وَصَغَانِيَانَ.

لَمَّا تُوُفِّيَ طُغْرُلْبِكْ وَمَلَكَ أَلْب أَرْسَلَانَ عَصَى عَلَيْهِ أَمِيرُ خَتْلَانَ بِقَلْعَتِهِ وَمَنَعَ الْخَرَاجَ، فَقَصَدَهُ السُّلْطَانُ، فَرَأَى الْحِصْنَ مَنِيعًا عَلَى شَاهِقٍ، فَأَقَامَ عَلَيْهِ وَقَاتَلَهُ، فَلَمْ يَصِلْ مِنْهُ إِلَى مُرَادِهِ.

فَفِي بَعْضِ الْأَيَّامِ بَاشَرَ أَلْب أَرْسَلَانَ الْقِتَالَ بِنَفْسِهِ، وَتَرَجَّلَ، وَصَعِدَ فِي الْجَبَلِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>